تعد عمليتي القياس والتشخيص مجموعة من الإجراءات التي يتم من خلالها جمع المعلومات باستخدام أدوات رسمية وغير رسمية لكل طفل ذي احتياجات تعليمية خاصة، وتحليلها وتفسيرها؛ لتحديد طبيعة المشكلة التي يعاني منها، ويعتبر موضوع قياس وتشخيص صعوبات التعلم في التربية وعلم النفس بشكل عام، والتربية الخاصة بشكل خاص حجر الزاوية الأساسي في تحديد وتشخيص فئات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديد أماكن التدريس لهم.
ما هو القياس والتشخيص ASSESSMENT AND DIAGNODID؟
ينص هوهينشيل على أن التشخيص والقياس عمليتان متداخلتان، وأن القياس يوفر المعلومات اللازمة لإجراء التشخيص، بالإضافة إلى أن جميع المستشارين يستخدمون شكلًا من أشكال القياس؛ لاكتساب فهم شامل للعملاء؛ ويقوم معظم المستشارين أيضًا بدمج التشخيص في عملية الاستشارة؛ حيث تمتنع بعض الأساليب النظرية على سبيل المثال العلاج النفسي الواقعي، والمشورة التي تركز على قياس وتشخيص صعوبات التعلم؛ لأنها قد تعزز التفسيرات غير الدقيقة والضارة، كما يعتقد معظم المستشارين أن التشخيص ضروري لصياغة استراتيجيات العلاج وكوسيلة للتواصل الوجيز.
كما تحاول المنشورات الرئيسية التي تتناول التشخيص أن تكون حساسة لأسئلة التفسير، والإشارة إلى الشخص باعتباره شخصًا مختلفًا عقليًا أو شخصًا مصابًا بالفصام، وما إلى ذلك بدلًا من القول بأن الشخص مختلف عقليًا أو مصاب بالفصام، وهذا منطقي؛ لأن الشخص لا يسمى سرطانًا أو كسرًا في العظام، بل هو شخص مصاب بالسرطان وشخص مصاب بكسر في العظام.
اقرأ أ يضًا: شرح وافي حول اختبار قياس صعوبات التعلم
في الواقع وفقًا لـهوهينشيل فإن جميع المستشارين بغض النظر عن توجههم النظري يشاركون في شكل من أشكال التشخيص، على سبيل المثال عندما يقرر المرشد أن المسترشد يعاني من مرض عقلي، ويحتاج إلى إحالته إلى معالج نفسي، فإن المرشد النفسي قد قام بالتشخيص، ويرى هان أن معظم المرشدين النفسيين ينشطون في هذه العملية.
حتى يتمكنوا من التواصل بشكل فعال مع المساعدين المحترفين الآخرين، وتوفير المعلومات اللازمة لشركات التأمين وما إلى ذلك، ومع ذلك على الرغم من أن المستشارين المتخصصين في قياس وتشخيص صعوبات التعلم يستخدمون إجراءات التشخيص بانتظام، إلا أنهم غير مدربين على القيام بذلك؛ مما قد يؤدى إلى مشاكل أخلاقية خطيرة.
القياس ASSESSMENT
ظهر القياس لأول مرة كمصطلح نفسي في تقييم الرجال، وقد تم استخدام المصطلح لوصف عملية اختيار الرجال للخدمة في البعثات الخاصة خلال الحرب العالمية الثانية، ومنذ ذلك الحين اتسع المعنى ليشمل مجموعة واسعة من الأساليب والعمليات، بما في ذلك اختبارات علم النفس القياسية، واستراتيجيات المقابلة، والمراقبة، والتقييم الاجتماعي والثقافي، والتقييم السلوكي، والتقييم البيئي.
تابع قرءاة موضوعنا: كيفية إجراء القياس في البحث العلمي
أهم معايير قياس وتشخيص صعوبات التعلم
يجب أن نعرض لكم أهم 3 معايير رئيسية وهي عبارة عن:
درجة الصدق
الصدق هو الدرجة التي يقيس بها الاختبار ما هو مصمم للقياس وفقًا لـلانستاسي واربينا، فإن الصدق هو أهم ما يميز الاختبار، ويعطي مراجعة لمدى أداء الاختبار للوظيفة المقصودة، وقد يتكون الصدق من ثلاثة أجزاء أساسية متمثلين في صدق المحتوي، والصدق البنائي، والصدق المعياري:
صدق المحتوى
يتضمن ذلك دراسة محتوى الاختبار؛ لتحديد ما إذا كان يغطي محتوى السلوك المراد قياسه (يمثل المحتوى)، غالبًا ما تُستخدم صلاحية المحتوى؛ لتحديد ما إذا كان محتوى اختبارات التحصيل يمثل المعلومات التي تعرض لها الفرد (على سبيل المثال مفاهيم علم الأحياء في منهج علم الأحياء).
الصدق البنائي
هي الدرجة التي يقيس بها الاختبار البنية أو السمة النظرية، مثل العصبية أو القلق.
الصدق العياري
هذا مؤشر على مدى جودة توقع مدى أداء الفرد كميكانيكي أو فني، وهناك نوعان من الصلاحية المرتبطة بالاختبار: الصلاحية المتزامنة والتي يتم تحديدها عندما يكون المعيار موجودًا أو متاحًا في وقت الاختبار، والصلاحية التنبؤية، والتي يمكن قياس وتشخيص صعوبات التعلم عندما يكون المعيار متاحًا فقط بعد اجتياز الاختبار.
الثبات
يُعرف الثبات بأنه عامل مهم آخر يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند تقييم الاختبار، وهو يشير إلى اتساق الدرجات التي حصل عليها نفس الشخص عند إعادة تطبيق الاختبار عليهم في مناسبات مختلفة، أو مع مجموعات، أو مفردات مكافئة، أو تحت ظروف الاختبار المتغيرة، كما يمكن تحديد الموثوقية بالطرق الثلاث التالية:
إعادة الاختبار
وهذا يشمل إعادة تطبيق نفس الاختبار على نفس الشخص.
الصور البديلة
هذا هو تطبيق الصور المكافئة للفرد في أوقات مختلفة.
التجزئة النصفية
وهي تقسيم الاختبار إلى جزأين متساويين، وتطبيق كل جزء على الفرد مما يعكس التوافق الداخلي للاختبار.
المعايير
لفهم درجة الفرد في الاختبار من الضروري الحصول على معلومات حول درجات الأشخاص الآخرين الذين خضعوا لهذا الاختبار (المجموعة المرجعية).
وعند تقييم المعايير المستخدمة في الاختبار من الضروري تحديد ما إذا كانت المجموعة القياسية تمثل المجتمع الذي تم تطوير الاختبار من أجله، على سبيل المثال قد لا يكون الاختبار بمعايير مشتقة من مجموعة الطبقة العليا من البيض مناسبًا للاستخدام مع مشاركين من الأقليات.
تعرف على: الصدق والثبات في البحث العلمي | الأنواع، وطرق القياس
ما هي خطوات قياس وتشخيص صعوبات التعلم؟
تطبيق الاختبارات وتفسيرهاAdministration and interpretation of tests
الأشخاص المؤهلون فقط هم من يطبقون ويترجمون الاختبارات؛ حيث تتطلب العديد من الاختبارات مثل اختبار ويكسلر للذكاء تدريبًا متخصصًا في تطبيق الاختبار وتفسيره، بالإضافة إلى ذلك يجب على المستشارين مراجعة دليل تطبيق الاختبار بعناية؛ لتحديد الإجراءات التي يستخدمونها لتفسير الاختبار، على سبيل المثال من الضروري تحديد نقاط القوة والضعف في الاختبار، وما إذا كانت العينة القياسية تمثل الشخص الذي يتم اختباره.
يقدم ميلر (1982) الإرشادات التالية لتفسير نتائج الاختبار للعملاء:
♦يجب أن يستكشف المستشار كيف يشعر حيال إجراء الاختبار.
♦يجب على المستشار مراجعة الغرض من تطبيق الاختبار، وتقديم المعلومات اللازمة لتفسير الاختبار (على سبيل المثال المعايير أو النسب المئوية).
♦يجب على المرشد والمسترشد مراجعة نتائج الاختبار، ومناقشة ما تعنيه هذه النتائج للمستشار.
♦يجب أن يساعد المرشد النفسي المسترشد في دمج نتائج الاختبار في جوانب أخرى من المعرفة الذاتية للمستشار.
♦ يجب على المرشد أن يشجع على تطوير خطة الاستخدام، واستخدام نتائج الاختبار.
يؤكد جوديير(1990) بأنه يجب على المستشارين تقديم وتفسير مواد الاختبار عن قياس وتشخيص صعوبات التعلم في حالة الاستجابة لمخاوف محددة أثارها المستشار أثناء عملية الاستشارة بدلاً من نقطة محددة في وقت الاستشارة، وقد كان جوديير على ثقة من أن المرشد سوف يفهم المعلومات التي يقدمها الاختبار من خلال تفسير المرشد الذي يحدث في مراحل مختلفة من عملية الاستشارة.
احصل على: أهم 3 استراتيجيات التعلم النشط
وقد توصل جونز وجليسو أن المستجيبين يرون أن التفسيرات غير النهائية أكثر فائدة من التفسيرات النهائية، وأشارت نتائج دراسة تايلور وبراون إلى أن الأفراد الأصحاء عقليًا يخفون التصورات الذاتية الإيجابية غير الواقعية، وبناءً على هذه النتائج فقد حذر جوديير من أن المستجيبين قد يميلون إلى تشويه تفسيرات الاختبارات بطريقة غير واقعية وإيجابية.
كما أظهرت دراسات أخرى أيضًا أن المرشدين يفضلون التفسيرات الفردية للاختيار على التفسيرات الجماعية؛ من أجل الوضوح والتفضيل، بالإضافة إلى إمكانية التغلب على المعوقات بالاعتماد على المهارات الاستدلالية عند تفسير الاختبارات للمسترشد.
يجب توضيح أهمية قياس وتشخيص صعوبات التعلم بالاعتماد على الاختبارات المحوسب باعتبارها مصدرًا شائعًا بشكل متزايد للقياس والتقييم، وتم تصميم العديد من برامج الكمبيوتر لمساعدة المرشدين النفسيين على تفسير الاختبارات الأكثر استخدامًا، مثل قائمة مينيسوتا للشخصيات متعددة الأوجه (الإصدار الثاني) ومقاييس ويكسلر للذكاء، لم يكن القصد من تفسير الاختبار المحوسب أن يحل محل دور المرشد في عملية التقييم، ويجب على المستشارين النظر في تفسير الاختبار المحوسب كإطار أساسي للمساعدة في التقييم، والتشخيص، وتخطيط العلاج.
لا تفوت مقالنا: استراتيجيات التعلم العلاجي 7 استراتيجيات فعالة
مقياس صعوبات التعلم pdf
إذا كنت تريد الحصول على المزيد من التفاصيل عن مقياس صعوبات التعلم pdf؛ يمكنك تحميل هذا من خلال نسخة الرابط.
المصادر والمرجع
سوف نقدم لكم معلومات عن Learning Disabilities Assessment and Diagnosis
وفي نهاية المقالة نكون قدمنا كل ما يخص عن قياس وتشخيص صعوبات التعلم؛ حيث إنهما يقدمان معلومات مهمة وضرورية قبل أن يحقق المستشار النفسي أهداف الاستشارة، بالإضافة إلى ذلك يساهم التقييم والتشخيص في بُعد الإرشاد النفسي؛ من خلال توفير معلومات موضوعية تتعلق بعملية الإرشاد.
حيث تشمل إجراءات التقييم القياسية الاختبارات النفسية التي لها مجموعة قياسية مثل قائمة مينيسوتا للشخصيات متعددة الأوجه، يُمكنك معنا عمل أبحاث في مجال التربية بداخل شركة سندك للاستشارات الأكاديمية والخدمات، ونقدم لكم أسعار كتابة الرسائل العلمية، يمكنك التواصل عبر الواتساب.