تواصل معنا علي

+201093747551

أرسل إستفسارك علي

info@sanadkk.com

تابعنا على تويتر

إطلب خدمة
نظرية التعلم الاجتماعي

نظرية التعلم الاجتماعي

الكاتب : أ/ أحمد مجدي
مشاهدات : 8558 مرة
شارك مع أصدقائك :
فهرس المقال

نظرية التعلم الاجتماعي

نظرية التعلم الاجتماعي هي نظرية تركز على دور التفاعل الاجتماعي والظروف والمعايير والسياق الاجتماعي وتأثيرهم على عملية التعلم، فتعلم الفرد يتأثر بشكل كبير بمُحيطه الاجتماعي، واعتبرها البعض مزج بين نظرية التعزيز السلوكية وعلم النفس المعرفي الغرضي.

نشـأة نظرية التعلم الاجتماعي ومؤسسها

نُسبت نظرية التعلم الاجتماعي إلى عالم النفس الأمريكي ذو الأصول الكندية ألبرت باندورا، وهو من أكثر الشخصيات تأثيرًا في العصر الحاضر نظرًا لمساهماته الكبيرة والعظيمة بمجال التعلم والعديد من مجلات علم النفس، وساعدت مساهماته بتطوير فروع جديدة مثل فرع العلاج المعرفي وعلم النفس الاجتماعي ومجال الشخصية، وساهمت مؤلفاته أيضًا بإنشاء رابط بين علم النفس السلوكي والمعرفي الذين ظلا في صراع وخلافات لسنوات طويلة؛ والجدير بالذكر أن باندورا قد بدأ حياته المهنية كأحد المؤيدين لنظرية الاشتراط الإجرائي، ومع مرور الزمن اكتشف باندورا مواطن القصور بهذه النظرية، وعبر الدراسة وملاحظة سلوكيات الأطفال والبالغين توصل باندورا إلى اعتماد التعلم في كثير من الأحيان على ملاحظة سلوكيات الآخرين ومُحاكاة سلوكهم، فالإنسان مخلوق اجتماعي يتأثر كثيرًا بتوجهات الآخرين ومشاعرهم وتصرفاتهم وسلوكياتهم؛ واقترح باندورا ثلاثة أنماط للتعلم عبر الملاحظة وهي: تعلم سلوكيات جديدة والكف والتحرير والتسهيل، كما اقترح أيضًا أربعة مراحل للتعلم ألا وهي: مرحلة الانتباه ومرحلة الاحتفاظ ومرحلة إعادة الإنتاج ومرحلة الدافعية؛ وقد عُرفت هذه النظرية بالعديد من المُسميات مثل نظرية التعلم بالملاحظة والتقليد ونظرية التعلم بالنمذجة، وتُعتبر هذه النظرية أحد النظريات الانتقائية التوفيقية حيث أنها تُعتبر بمثابة حلقة وصل بين النظريات المعرفية والنظريات السلوكية.

أبرز رواد نظرية التعلم الاجتماعي

كان جابريل تارد هو أول من اقترح نظريات التعلم الاجتماعي، واقترح تارد أن التعلم الاجتماعي يتشكل على مدار أربعة مراحل وهم: الاحتكاك الشديد والتقليد واستيعاب المبادئ وسلوك المثل الاسمي؛ ثم جاء بعد ذلك جوليان روتر ووضح بكتابه "التعلم الاجتماعي وعلم النفس الإكلينيكي" مدى تأثر قرارات الشخص بسلوكياته؛ وفي عام 1767م اقترح هوارد كيلي نظرية العزو لتفسير السلوكيات الاجتماعية، ثم جاء ألبرت باندورا واقترح نظرية التعلم الاجتماعي، وإليه يُعزى الفضل بالعديد من المُساهمات والأفكار الخلاقة بهذا الصدد، حيث اقترح باندورا أن الغالبية العظمى من السلوكيات التي يتعلمها الفرد تتأتى عبر ملاحظته لسلوكيات الآخرين.

أهمية وتطبيقات نظرية التعلم الاجتماعي

فضلاً عن تأثير نظرية التعلم الاجتماعي بالمجال النفسي وعلماء النفس، كان لهذه النظرية آثارًا جلية وهامة بمجال التعليم، حيث بات الآباء والمُعلمون اليوم على يقين بأن لنمذجة السلوكيات السوية والصالحة دور فعال ولا يُمكن إنكاره بتربية أبنائهم؛ وقد رسخت نظرية التعلم الاجتماعي ثلاثة مفاهيم جوهرية وأساسية ألا وهي: إمكانية التعلم عبر مراقبة سلوكيات الآخرين، وأهمية الحالة النفسية كعنصر أساسي وفعال بالتعلم، ولا يقتضي تعلم المرء لشيء جديد حدوث أي تغيير بسلوكياته؛ وقد أشار باندورا بكتابه "نظرية التعلم الاجتماعي" الذي أصدره عام 1977، إلى أن العملية التعليمية ستكون مُجهدة للغاية إذا لم يتعلم الأشخاص سوى عبر نواتج وعواقب أفعالهم الشخصية، ولكن ولحسن الحظ يتعلم الأفراد الغالبية العظمى من السلوكيات الإنسانية عبر النمذجة من خلال مراقبة الفرد لسلوكيات الآخرين حتى يستكشف كيفية تنفيذ فعل مُعين، وعبر هذه المراقبة يستقي الفرد المعلومات التي تُمكنه من إنشاء فكرته الخاصة عن السلوك؛ وفيما يلي المفاهيم الرئيسية الواردة بنظرية باندورا للتعلم الاجتماعي:

  • -إمكانية التعلم عبر مراقبة سلوكيات الآخرين

عبر واحدة من أكثر التجارب شهرة بمجال علم النفس، أثبت باندورا أن الأطفال يتمتعون بالقدرة على تعلم ومُحاكاة السلوكيات التي يُنفذها غيرهم من البالغين؛ فأثناء التجربة التي نفذها باندورها شاهد الأطفال أحد البالغين الذين يتصرفون بعنف تجاه دُمية، وعندما سمح للأطفال بعد ذلك باللعب مع ذات الدمية، أظهر الأطفال سلوكيات عدوانية عبر مُحاكاة ما شاهدوه من سلوكيات عنيفة؛ وقد أشار بندورا إلى ثلاثة أنماط للتعلم المرئي:

-النمط المُباشر، ويشمل هذا النمط شخصًا يُنفذ أو يُطبق سلوكًا مُعينًا.

-نمط الإرشاد اللفظي، ويشمل هذا النمط وصفًا أو شرحًا للسلوك المراد تعلمه.

-النمط الرمزي، ويشمل هذا النمط شخصيات حقيقية أو رمزية تُطبق السلوك المراد تعلمه، مثل الكتب والبرامج التليفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي.

والجدير بالذكر أن التعلم المرئي لا يتطلب بالضرورة المراقبة البصرية للسلوك المرُتكب، بل يُمكن أن يتم عبر الاستماع للإرشادات اللفظية، أو التعلم عبر القراءة أو مُراقبة سلوكيات الشخصيات بالكتب والأفلام؛ وقد أصبح التعلم المرئي أو التعلم عبر الملاحظة موضع جدال بين علماء النفس والآباء والمعنيين بالمجال التعليمي نظرًا لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سلوكيات الأطفال، فجميع هؤلاء يُساورهم القلق حول تعلم الأطفال للسلوكيات العدوانية من خلال الأفلام وألعاب الفيديو ومقاطع الفيديو المُنتشرة عبر الإنترنت.

  • -أهمية الحالة النفسية كعنصر أساسي وفعال بالتعلم

لا تقتصر عملية التعلم عبر مُراقبة وملاحظة سلوكيات الآخرين، بل تلعب الحالة النفسية والدوافع الداخلية دورًا كبيرًا وفعالًا بتعلم الفرد للسلوك، وعلى الرغم من أن نظرية التعلم السلوكي قد اقترحت أن التعلم يُعزى في الأساس إلى التعزيز الخارجي، إلا أن باندورا قد توصل إلى أن التعزيز لا يكون خارجيًا في جميع الأحيان، كما وضح أيضًا ليس هو العامل الوحيد المؤثر على السلوكيات والتعلم؛ وعبر باندورا عن التعزيز الفعلي بوصفه أحد أشكال المكافآت الداخلية مثل الرضى والشعور بالإنجاز، مما يؤكد أن الأفكار الداخلية والوعي الذاتي يُساهمان إلى حد كبير بإنشاء حلقة وصل بين نظريات التعلم والنظريات التطورية، وعلى الرغم من أن الكثير من الأدبيات قد صنفت نظرية التعلم الاجتماعي كنظرية سلوكية، إلا أن باندورا في حد ذاته قد صنفها كنظرية وعي مُجتمعية.

  • -لا يقتضي تعلم المرء لشيء جديد حدوث أي تغيير بسلوكياته

في أغلب الأحيان يُعبر الفرد عن تعلمه للسلوك عبر استعراضه، فعند تعلم الطفل لركوب الدراجات أو رمي القوس يُمكننا أن نحكم عليه ما إذا تعلم السلوك أم لا كأن نطلب منه أن يُنفذ هذا الفعل أو السلوك دون مُساعدة؛ وعلى الرغم من أن علماء السلوك قد اعتقدوا بأن التعلم يؤدي دائمًا إلى حدوث تغيير بسلوكيات الفرد، إلا أنه قد ثبت عبر التعلم المرئي أنه يُمكن أن يتعلم المرء أمور جديدة دون أي تغيير بالسلوك.

أبرز الانتقادات على نظرية التعلم الاجتماعي

انتقد العديد من علماء النفس نظرية التعلم الاجتماعي، وفيما يلي أبرز الانتقادات المُوجهة لهذه النظرية:

-لا يوجد وجه تشابه بين النموذج المُستخدم بالتجربة، الذي يكون في أغلب الأحوال شخص غريب، النموذج الذي يُراقب الطفل أفعاله في كثير من الأحيان مثل الأب أو المُعلم، وبذلك يختلف تفاعل الطفل مع هذا الشخص الغريب مما يُسفر بالتأكيد عن نتائج مُختلفة.

-تبين أن  قابلية الأطفال الذين لم يسبق لهم اللعب بالدُمية المُستخدمة بتجربة باندورا "بوبو" كانت خمسة أضعاف قابلية الأطفال المُعتادين على اللعب مع هذه الدمية؛ مما يُرجح أن القيمة الجديدة المُضافة للتجربة قد حفزت الأطفال على تقليد السلوك.

-أن التجربة اهتمت بقياس الأثر الفوري السريع، وبذلك لا يُمكننا اكتشاف الأثر طويل المدى للتعلم المرئي؛ كما ادعى البعض أن تجارب باندورا غير أخلاقية، ولا يُمكننا أبدًا التحقق من العواقب طويلة التي قد يُعانيها الأطفال نتيجة لخضوعهم لهذه التجربة.

-ركز باندورا اهتمامه الرئيسي على المؤثرات الظاهرية وتجاهل العوامل الداخلية التي تؤثر تأثيرًا لا يُمكن تجاهله على سلوكيات الفرد مثل الصراعات النفسية.

 

تابعنا على :

تعرف على خدماتنا

نقدم المساعدة الأكاديمية في أي مهمة تصعب عليكم في الرسائل ابتداء من اقتراح مواضيع الرسالة وحتى التدقيق اللغوي.