تواصل معنا علي

+201093747551

أرسل إستفسارك علي

info@sanadkk.com

تابعنا على تويتر

إطلب خدمة
مفهوم صعوبات التعلم الاجتماعية والانفعالية وأبعادها وأسبابها

مفهوم صعوبات التعلم الاجتماعية والانفعالية وأبعادها وأسبابها

الكاتب : أ/ ألاء مصطفى
مشاهدات : 5760 مرة
شارك مع أصدقائك :
فهرس المقال

مفهوم صعوبات التعلم الاجتماعية والانفعالية وأبعادها وأسبابها

مقدمة:

       سوف نتناول في ذلك المقال صعوبات التعلم الانفعالية والاجتماعية والتي تعبِّر عن المتغيرات التي يقابلها المجتمع وكيفية التأثر بها والتأثير فيها، والغرض الرئيسي لهذا هو التوصل إلى الإجراءات المناسبة لاستبعاد المتغيرات التي تؤثر بصورة سلبية على صعوبات التعلم، بالإضافة إلى طريقة التوافق الاجتماعي والنفسي.

أولًا: مفهوم صعوبات التعلم الاجتماعية والانفعالية:

       قد أكد فتحي الزيات (1997) على أن فوجن وهاجر عرَّفا الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم الانفعالية والاجتماعية بأنهم هم الطلاب الذين لا يتفاعلون مع الآخرين بصورة إيجابية، فهم آخر الطلاب الذين يتم اختيارهم في المواقف والأدوار التفاعلية الجماعية المعتمدة على تضافر وتعاون الجهود مع زملائهم وذلك كنتيجة لكونهم أقل تقبُّلًا من قِبل معلميهم وزملائهم، وحتى عندما يسعى بعض هؤلاء الطلاب في إنشاء أو ابتداء تفاعل اجتماعي مع الزملاء أو مع المعلم فإنهم يتم مقابلتهم بالإعراض والتجاهل، وبالتالي فإن تفاعلاتهم وأنشطتهم وسلوكياتهم تتجه للاضطراب أو عدم الفعالية أو العدوانية.

          وتذكر سعدة أبو شقة (1994) أن الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم ينصتون إلى المعلم بشكل أقل من زملائهم، وينفقون وقتًا أطول في الأنشطة غير الأكاديمية، وذلك إذا تم مقارنتهم بزملائهم العاديين، كما أن التزامهم بتطبيق الإرشادات التي يَفرضها المعلم في الفصل الدراسي يكون أقل، كما أنهم يحتفظون بزملائهم بصورة أقل، ويكون لديهم عدد قليل من الأصدقاء.

          وفويلر يؤكد على أنه ليس من الضروري أن الطلاب كافة يعانون من صعوبات انفعالية واجتماعية، ولكن قد تكون المهارات الانفعالية والاجتماعية دليلًا على تفوق بعضهم، وبالرغم من هذا فهناك بحوث ودراسات قد توصلت إلى أن ثلث الطلاب الذين يعانون من صعوبات تعلم أكاديمية ونمائية يعانون من صعوبات سلوكية انفعالية واجتماعية.

          وسنوات الطفل التعليمية المبكرة تعَد فترة إنجازات معرفية ونفسية كبيرة، لكنها بالنسبة للطفل الذي يعاني من صعوبات تعلم تكون فترة كئيبة، ففي الفترة التي يكتسب فيها أكثر الأطفال ثقتهم بأنفسهم والمهارات الاجتماعية والشجاعة، قد يكون هناك طفل منعزل عن زملائه ولا يمكِنه التعامل مع زملائه ويكون حساسًا للآخرين وغير قادر على التحدث معهم من أجل إنشاء علاقات اجتماعية صحية معهم، وهذا يُعزَى إلى عدم استطاعة الطفل أن يجاري أقرانه داخل الفصل الدراسي، ومن ثم يَنظر لنفسه نظرة دونية تجعله دائم التوتر، مما يؤدي به إلى عدم شعوره بالأمان النفسي وشعوره بالإهانة، ومن ثم تتضح السلبية في سلوكياته الانفعالية والاجتماعية تجاه زملائه، وهذا ينعكس بدوره على علاقته بإخوته ووالديه أيضًا، ونلاحظ أن تعريفات صعوبات التعلم تحمل بين طياتها ضَعف أو اضطرابات المهارات الاجتماعية باعتبارها صعوبة نوعية من ضمن صعوبات التعلم، وبالتالي نتوصل إلى أن الوقت قد حان لأن نعتني باعتبارنا باحثين بالصعوبات الانفعالية والاجتماعية التي يعاني منها الطلاب في مختلَف المراحل التعليمية.  

ثانيًا: أبعاد صعوبات التعلم الاجتماعية والانفعالية:

       قد حاولنا استقصاء أبعاد صعوبات التعلم الانفعالية والاجتماعية التي يواجهها الطالب في مختلَف المواقف التعليمية، وهذا عن طريق اهتمامه بالقراءة النقدية واطلاعه على البحوث والدراسات المتعلقة بمجال صعوبات التعلم  والتراث السيكولوجي، وقد توصلنا إلى أن تلك الأبعاد تتضح في حالة ضَعف أداء الطالب في إحدى أو بعض المهارات التالية:

1- مهارة قبول التعليمات والتوجيهات:

       وتَعني أن يكون الشخص واعيًا بآداب السلوك الاجتماعي، وحريصًا على أن يتصرف بلياقة في المواقف الاجتماعية المختلفة، كما أنها تتطلب الثقة بالنفس، وأداء الأدوار الاجتماعية، والقابلية للتكيف في مختلَف المواقف الاجتماعية.

2- النمط العام:

       يؤكد فتحي الزيات على أن النمط العام يعبِّر عن الخصائص السلوكية الدالة على انحراف الشخص عن المتوقَّع في تحصيله العام أو النشاط العقلي العام أو الانفعالية العامة عن النسبة المتوسطة فيهما أو أحدهما وفقًا لصفه الدراسي أو سنه.

3- مهارة الالتزام بالأدوار الاجتماعية وعدم تجاوزها:

       ويُعنَى بها قدرة الشخص على أن يلبي المساهَمات والاحتياجات في الأدوار والمتطلبات والمباريات واللوازم المادية، وعرض اقتراحات للمعوقات التي تقابل المجموعة، وفي حالة وجود خلاف يتعلق بالقواعد يَقوم بالتوصية باقتراح التعاون المتبادَل والمشترَك.

4- مهارة التواصل الانفعالي:

       قد أوضح هشام الحناوي (2000) أن مهارة التواصل الانفعالي هي إمكانية الشخص من أن يعبِّر عن إحساسه بصورة فعَّالة، وطرح الأسئلة، والتمييز بين أفعال الشخص وأقواله وبين حُكمه وانفعاله هو، والإصغاء الجيد، والتعبير عن موقف الشخص الذاتي بدلًا من القيام بلوم الآخرين.

5- مهارة الاستماع وعدم مقاطعة الاخرين:

       هي حالة يَقوم الشخص فيها بالتركيز التام على الأشخاص الآخرين من غير أن يعبِّر عن رأيه الشخصي في الحديث.

6- مهارة المشاركة الاجتماعية:

       هي استطاعة الشخص أن ينصح الأشخاص الآخرين من أجل وضع حدٍّ للممارسات المستهجَنة، وتعَد مؤشر يختص بقياس درجة التوافق الدراسي للطالب في المؤسسة التعليمية.

ثالثًا: أسباب التعلم الاجتماعية والانفعالية:

       إن مشكلة صعوبات التعلم الانفعالية والاجتماعية مثلها مثل باقي المشكلات التربوية التي إذا تم التوصل إلى أسبابها قد أصبح التدخل العلاجي لحلها سهلًا، ومن ثم قد اعتني الكثير من الباحثين مثل: فتحي الزيات (1998), أشرف عبد البر (2004), وطه هنداوي (2007) بالتوصل إلى الأسباب والعوامل الكامنة وراء صعوبات التعلم الانفعالية والاجتماعية، وقد توصلوا إلى أن تلك الأسباب والعوامل تنقسم إلى:

1- عوامل وأسباب نيورولوجية:

       وتَعود تلك الأسباب إلى خلل في وظائف الجهاز العصبي المركزي واضطراب في وظائف نصفي المخ الكرويين، حيث إنه عندما يكون الجهاز العصبي المركزي غير سليم فإن ذلك ينتج عنه عدم شعور الفرد بالرضا، كما تتولد لديه محاولات معكوسة الاتجاه مثل الإحساس بالدونية، كما أن محاولاته الذاتية في السيطرة على الإحباط تبوء بالفشل، إلا إننا نرى أن عزو صعوبات التعلم الانفعالية والاجتماعية إلى وجود خلل في وظائف الجهاز العصبي المركزي ينبغي التسليم به بكثير من التريث والحذر؛ حيث إنه ليس هناك بحوث أو دراسات تؤيد ذلك الرأي، غير أن مختلَف النظريات قد اتفقت على أن صعوبات التعلم الانفعالية والاجتماعية تُعزَى إلى عوامل نيورولوجية تساهم معها عوامل جينية أخرى.

2- عوامل وأسباب أخرى:

       وتلك الأسباب والعوامل تشير إلى الصعوبات الانفعالية والاجتماعية باعتبارها آثارًا جانبية للصعوبات الأكاديمية التي يواجهها الطلاب، وتلك العوامل تتمثل في الآتي:

          أ- إن صعوبات التعلم الانفعالية والاجتماعية تكون بسبب مرور الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم بخبرات الفشل الأكاديمي أو الدراسي بشكل متكرر، مما يجعل آبائهم ومعلميهم وزملائهم ينظرون إليهم نظرة دون المستوى، مما يكون له تأثير سلبي على تقديرهم لأنفسهم، فيضطرون إلى الانسحاب من المواقف الأكاديمية والاجتماعية ذات الطابع التفاعلي.

          ب- إن البحوث والدراسات التي تم إجراؤها على العلاقة بين مفهوم الذات والتحصيل الأكاديمي على اعتبار أن واحد منهما يُعتبر سبب والآخر يُعتبر نتيجة والعكس صحيح، قد توصلت إلى أن قيمة (ف) على اعتبار أن مفهوم الذات يعَد نتيجة والتحصيل الأكاديمي يعَد سبب كانت أعلى بشكل واضح منها في حالة تم افتراض كون التحصيل الدراسي نتيجة ومفهوم الذات سببًا.

ج- إن مساهمة التحصيل في التباين الكلي الخاص بالفروق الفردية في التوافق الاجتماعي والشخصي يُعتبر أزيد من مساهمة مفهوم الذات في التباين الكلي الخاص بها؛ أي للفروق في التوافق الاجتماعي والشخصي.

د- إن الوزن النسبي الخاص بمفهوم الذات الأكاديمي في التباين الكلي المتعلق بالفروق الفردية المرتبطة بمفهوم الذات يعَد أعلى الأوزان النسبية التي تمثل مفهوم الذات الكلي.

ه- إن المستوى الأكاديمي والتحصيل الدراسي أحدهما أو كلاهما يُعتبر المحدد لمركز الطالب سواء في المؤسسة التعليمية (الجامعة أو المدرسة) وفي الأسرة وبين الزملاء، في ظله يتم تحديد التفاعلات والعلاقات الاجتماعية كافة، وتلك التفاعلات تختلف تأثيراتها تبعًا لاختلاف المستوى الأكاديمي أو التحصيلي للطالب، ومن ثم تَرفع تقدير الطالب لنفسه، وبالتالي يشعر بالزهو والفخر والاعتزاز إذا كان متميزًا أو متفوقًا، كما يكون لها تأثير سلبي على الطالب في حالة أن مستواه الأكاديمي منخفض أي في حالة كونه ذا صعوبة تعلم، حيث يكون تقديره لنفسه منخفضًا، ويشعر بالإهانة والخجل والخزي ويبتعد عن مواجهة الآخرين.

          واستنادًا إلى ما تقدَّم، نتوصل إلى أنه يوجَد تداخل بين الصعوبات الانفعالية والاجتماعية للتعلم وصعوبات التعلم الأكاديمية، وبالتالي تتداخل الأسباب، فأحدهما قد يكون سببًا والآخر نتيجة.

الخاتمة:

       قد تحدثنا في ذلك المقال عن صعوبات التعلم الانفعالية والاجتماعية التي يكون لها تأثير سلبي على الأشخاص في المجتمع عن طريق التأقلم مع البيئة، وقد تم مناقشة تلك الصعوبات حيث إنها ذات تأثير مباشر على التعليم بين الطلبة وتقديم الخدمات التعليمية لهم، كما إنها تزيد من معرفتهم ووعيهم بصعوبات التعلم ومدى تأثيرها على تعليم الطلاب وحالتهم الاجتماعية والنفسية.      

 

 

 

تابعنا على :

تعرف على خدماتنا

نقدم المساعدة الأكاديمية في أي مهمة تصعب عليكم في الرسائل ابتداء من اقتراح مواضيع الرسالة وحتى التدقيق اللغوي.

اقتراح عنوان الدراسة
اقتراح عنوان الدراسة

يُشكِّل اقتراح عنوان الدراسة الخطوة الأولى للباحث في بداية رحلته نحو تحقيق حلمه بإتمام رسالته، ومما لا شك فيه أنَّ الكثير من الباحثين يواجهون مشكلة في صياغة واقتراح عنوان دراسة مميز ومتوافق مع المعايير الأكاديمية لجامعته.

اقرأ المزيد
إعداد خطة البحث
إعداد خطة البحث

من خلال خطة البحث الخاصة بك ستتمكن من إقناع لجنة المناقشة سواء في الكلية أو الجامعة بأهمية البحث الخاص بك، وكذلك إذا أعددت خطة سليمة بدون أي أخطاء لغوية ستحصل علي درجة عالية جدًا في المناقشة، وهدفنا في شركة سندك للإستشارات الأكاديمية والترجمة أن نساعدك في عمل مخطط بحثي بإحترافية وتميز لتكون الأفضل بلا منازع !

اقرأ المزيد