ما هي فوائد الكتابة التشاركية
ماهية الكتابة التشاركية:
هي أن يتعاون مجموعة من الطلاب في عمل تشاركي من أجل الوصول إلى أفضل النتائج، والكتابة التشاركية تعمل على زيادة صِقل الأبحاث العلمية من جهة اللغة والمحتوى العلمي، وتجعل الطلاب قادرين على تجاوز العقبات التي تقابلهم في مشوارهم العلمي.
أنواع الكتابة التشاركية:
يوجد نوعان من الكتابة التشاركية، وهما:
النوع الأول: التفاعل على الورق: ويتم هذا النوع عند مراجعة الدوريات والكتب والمقالات ونقدها وإبداء الرأي فيها، وهنا تَقوم المجموعة التشاركية بأخذ الملاحظات على المسودة التي كتبها الكاتب وكتابة التعليقات عليها، وهذه الملاحظات والتعليقات في الغالب تكون على شكلين اثنين، وهما تحرير الأخطاء الهجائية والإملائية والقواعدية، وكتابة تعليقات شاملة على المحتوى والمضمون.
النوع الثاني: الكتابة التشاركية كفعل ثقافي: حيث يتم كتابة النصوص التشاركية بهدف إحداث نوع من التبادل الثقافي بين الطلبة، حيث يعزز ذلك النوع من الكتابة اللغة الشفوية والاستماع، ويمكِّن الطلاب من التحدث بطلاقة وبتسلسل وبدون خوف.
فوائد الكتابة التشاركية:
إن استخدام الكتابة التشاركية يحقق الكثير من المزايا التي تتمثل في:
-ترسيخ المفاهيم التربوية والتشاركية، بحيث يستطيع المدرسون التركيز على تدريس مفاهيم تتضمن التفكير عالي المستوى، والوعي بالصعوبات التي تقابل الطلاب ومشكلاتهم في المجالات الاجتماعية والبلاغية، ومعالجتها بشكل صريح في تدريسهم.
-يتمكن الطلاب من أن يتعلموا مجموعة من إستراتيجيات التخطيط من زملائهم لوجود علاقة إيجابية بين التخطيط والأداء في الكتابة، وفي التقييم والقدرة على حل المشكلات، والتأثير إيجابيًا في النتاجات السلوكية للطلاب، وتشجيع وتعزيز الإنتاج الأكاديمي لهم.
-تكوين اتجاهات إيجابية نحو المادة الدراسية والصف والزملاء، ومساعدة كل من الطلاب والمعلمين نحو هدف كتابة الطالب المحسنة، وخَلق صراع معرفي بنَّاء يؤدي إلى نمو اللغة، حيث يتم التعبير عن كلمات وأفكار وأساليب متعارضة ومتصارعة بشكل حر ومرتفع عبر جو إيجابي وإشراك الطلبة في عملية تعمل على إثراء اللغة، فمن خلال التفاعل اللفظي يتعلم الطلبة خيارات اللغة ومساعدة الطلبة الذين لا ينجحون دائمًا في المناخ التقريري التنافسي، لأنه يوفر طريقة بديلة وأكثر اجتماعية للتعلم على الكتابة، ويعمل على ربط التحدث بالكتابة لكونه نشاطًا طبيعيًا واجتماعيًا.
الصعوبات التي تواجه تطبيق عملية الكتابة التشاركية:
-يستغرق التشارك وقتًا حتى ينتج المهمة الكتابية، فيجب على الطلبة أن يتحدثوا مع بعضهم البعض، وربما لا يتولى أحد المسؤولية في إيصال المهمة الكتابية إلى مرحلة المسودة النهائية.
-صعوبة الضبط، حيث يحتاج إلى مداخل عديدة للضبط سواء أكان ذلك في ضبط العمل أو ضبط الكتابة نفسها، وصعوبة ضبط النسخ المكتوبة، بمعنى صعوبة التثبت من أجزاء العمل الكتابي أو اتفاق المجموعة على رأي واحد.
-ضعف التماسك بين أجزاء المادة المكتوبة، إلا أن هذه الصعوبة يمكِن حلها من خلال الأسلوب السردي أو القصصي، لأن القصص بحد ذاتها يمكِن تجزئتها بين الطلبة لأغراض الكتابة، وبعض الطلبة يفضِّلون عدم الكتابة مع الآخرين مطلقًا لأنهم يشعرون بالقلق من أن هذه العملية سوف تكشف نقاط ضعفهم.
-صعوبة اختيار أداة القياس المثلى للمجموعات، واختلاف مستوى المهارات لدى الجماعات، فقد يؤثر المستوى المتدني على المستوى الأعلى من خلال المهارات الشخصية التي يمتلكها الفرد في المجموعة، والأسس التي يمكِن اعتمادها لتقييم العمل الكتابي بشكل تشاركي وعادل.
-صعوبة توافق أفراد المجموعة في اختيار الموضوع المناسب؛ إذ تؤدي عملية الكتابة التشاركية إلى نتيجة توافقية وغير ملبية للمهارات المثلى لدى بعض أفراد المجموعة نتيجة التنازلات أثناء عملية الكتابة، مما يحتمل أن يكون الأثر الإيجابي للكتابة التشاركية آنيًّا لتعصب صاحب الرأي أو الفكرة وتمسكه بها نتيجة البناء الثقافي والاجتماعي الموروث لديه.
نماذج الكتابة التشاركية:
تشير الدراسات والبحوث التربوية الخاصة بالكتابة التشاركية إلى أن هناك درجات متفاوتة من التشارك في التأليف والبناء، فقد يَقوم مؤلف واحد بالكتابة من خلال المناقشة مع مجموعة من الأفراد، أو تَقوم مجموعة من الكتاب بالاشتراك معًا في تأليف وثيقة ما، والباحثون قد اتفقوا على أربعة نماذج تنظيمية للكتابة التشاركية، وهي:
-يَقوم الفريق بالتخطيط وتحديد الواجبات، ثم يَقوم كل كاتب بإعداد الجزء الخاص به، وتجمع المجموعة الأجزاء الفردية، وتتم مراجعتها حسب ما يتطلبه الآخر.
-يَقوم الفريق بالتخطيط وتوضيح مهمة الكتابة المطلوبة، وبَعد ذلك يَقوم أحد الأفراد بوضع مسودة للكتابة، ثم يَقوم الباحثون بمراجعتها وتحليلها ونقدها.
-يَقوم شخص واحد بوضع المسودة وكتابتها، في حين يَقوم شخص أو أكثر من باقي أفراد المجموعة بمراجعة المسودة دون تشاور مع المؤلف الأصلي.
-يَقوم أحد أفراد المجموعة بتعيين المهمة الكتابية، في حين يؤدي كل عضو واجبًا فرديًا من المهمة، ثم يَقوم الشخص الذي حدد المهمة بجمع الوثائق المكتوبة ومراجعتها.
إستراتيجيات الكتابة التشاركية:
إستراتيجية الكتابة التتابعية: وفي هذه الإستراتيجية يَقوم فرد واحد بالكتابة ضمن وقت يُعطى له، وعند إكمال العمل يَقوم بتمريره إلى كاتب آخر، وهذه الإستراتيجية سهلة التطبيق والتنظيم، وتحسِّن التعاون والتنسيق بين الكتاب، إلا أن بعض السلبيات تشوبها مثل عدم اتفاق المجموعة في الرأي، وصعوبة التأكد من أن أجزاء العمل الكتابي قد تم تحريرها وإخراجها بصورة مناسبة، كذلك فإن نظام كل كاتب وأسلوبه يؤثر بشكل كبير في العمل الكتابي.
إستراتيجية الكتابة الموازية: في هذه الإستراتيجية يقسِّم فريق الكتابة العمل إلى وحدات أو أقسام صغيرة بشكل متوازن، ولهذه الإستراتيجية عدة أشكال، أحدها أن تَقوم كل مجموعة بتحديد دور كل فرد فيها (كاتب، مراجع، محرر)، ويعتمد ذلك على ما لدى الأفراد من خبرات، ويعملون على إنجاز العمل الكتابي وفقًا لهذه الأدوار المحددة.
وفي شكل آخر من هذه الإستراتيجية يتم تقسيم موضوع الكتابة إلى أجزاء، حيث ينجز كل طالب الجزء المخصص له، ويسند مهمة تجميع الأعمال المنجزة إلى قائد يَقوم بجمعها، ويحاول التنسيق بينها بمشاركة المجموعة، وقد يُطلَق على هذا الشكل من الكتابة التشاركية التقسيم الأفقي للكتابة، ويتم تنفيذها وفقًا لإجراءات معَينة، حيث يتم تعيين أحد الطلاب من المجموعة منسقً لها، ويتم التعريف بالجمهور وابتكار أو وضع مخطط عمل لموضوع الكتابة، وتحديد مهمة كل طالب من المجموعة، ووضع جدول بتواريخ إنجاز المسودة الأولى وللمراجعة، ولإخراج العمل الكتابي، والاتفاق على مرجع معياري للحُكم على الأسلوب، والشكل العام للعمل الكتابي.