شرح أهم مدارس علم النفس

يتميز علم النفس بوجود مجموعة من أهم مدارس علم النفس لكل مدرسة فكر خاص بها، لأن علماء النفس لديهم نظرة خاصة بهم يحاول كل منهم شرحها من منظوره الخاص ونحاول وصف وشرح المدارس المختلفة بالتفصيل بداخل مقالتنا، تابعنا.

 

للحصول علي معلومات عامة وشاملة يمكنك مشاهدة دليل الباحثين في التعرف علي النظرية العلمية.

 

لا ريب أن محاولات فهم السلوك الإنساني قديمة قدم الجنس البشري، فقد أجرى العلماء الكثير من المحاولات على مر الأزمان والعصور لفهم وتفسير الظواهر النفسية والسلوكية، ويرجع تاريخ علم النفس كعلم مستقل بذاته عن غيره من العلوم مثل الفلسفة والفسيولوجيا إلى عام 1879.

 حين أنشأ الفيلسوف والطبيب الألماني فيلهلم فونت أول مختبر لعلم النفس بمدينة لايبزيغ الألمانية، وتطور علم النفس بعد ذلك على مر العصور من مرحلة الأفكار البدائية الأولية مرورًا بمرحلة الفلسفة القديمة ومرحلة التطورات خلال عهد المسيح ومرحلة عصر انتعاش العلم وصولًا إلى مرحلة العلم الحديث.

 

يمكنك الحصول علي أحدث رسائل ماجستير ودكتوراه في علم النفس من خلال مكتبتنا الإلكترونية بصيغ pdf مباشرة.

 

يسعى علم النفس إلي تحقيق مجموعة من الأهداف ومنها ما يلي:

محاولة فهم سلوكيات الأفراد، للتعرف علي أسباب السلوك وذلك لمحاولة الفهم الدقيق للشخصية.

السعي لفهم دوافع السلوك الإنساني من خلال اكتشاف مواطن القوة والضعف بداخل كل شخصية.

العمل علي التنبؤ بالسلوك، لفهم الأسباب التي دعت إلي القيام بالسلوك والوصول إلي النتائج.

الحرص علي ضبط السلوكيات من خلال العمل علي التعديل والتوجيه وتصحيح السلوكيات الغير سوية.

 

ترجع نشأة مدارس علم النفس مع ظهور علم النفس كمجال منذ ألفان واربعمائة سنة للفلاسفة القدماء سقراط، أرسطو، أفلاطون وتطور العلم حتى أصبح علم مستقل له موضوع ومنهج وأسلوب مع بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأصبح علم النفس علم مستقل له مكانته بين العلوم المختلفة ومن أهم هذه المدارس المدرسة البنائية، المدرسة الوظيفية، المدرسة السلوكية، مدرسة الجشالطت وغيرها من المدارس الآخري.

 

شاهد أيضاً عناوين رسائل ماجستير ودكتوراه في علم النفس حديثة.

 

نظرًا للتوجهات والأفكار المُختلفة والمُتباينة بوصف السلوك البشري، ظهرت العديد من مدارس علم النفس، وحاولت كل مدرسة من هذه المدارس تأسيس إطارها الفكري لوصف وتفسير السلوكيات البشرية وغيرها من الظواهر النفسية المرتبطة بحياة الأفراد، وفيما يلي المدارس الرئيسية بعلم النفس:

المدرسة البنائية

نشأ علم النفس كعلم تجريبي مُستقل بذاته عن غيره من العلوم على يد فيلهلم فونت عام 1879، حين حاول تحليل الخبرات الشعورية إلى عناصرها الحسية الأولية مُتبعًا بذلك النهج الاستبطاني، وخلال السنوات الأولى كان علم النفس البنائي هو النهج السائد دون مُنازع وكان هدفه هو التحليل الاستبطاني لعقل الإنسان؛ ووفقًا للمدرسة البنائية.

 

 يُركز علم النفس على دراسة دور الشعور في التكيف مع البيئة المُحيطة، فالشعور هو وسيلة يستعين بها الإنسان من أجل التكيف مع بيئته المحيطة بالتعاون مع الأغضاء الجسمية الأخرى، ولذا يهتم عالم النفس بدراسة البيئة المُحيطة للفرد من أجل فهم الشعور الذي يجول بداخله، فإحساس الإنسان بالألم والسرور مُرتبط ارتباطًا وثيقُا بما يحدث خارجه؛ وقد حاول تكنر وهو أحد تلاميذ فونت نشر فكر علم النفس البنائي بالولايات المُتحدة إلا أن هذا الفكر قد انتهى بوفاته.

 

رواد المدرسة البنائية

ومن أهم رواد المدرسة البنائية فلهلم فونت وكارل ستمف وتتشنر وتكنر وبورنج وفرانر برنتانو وفرزبوج، ويُمكننا القول بأن هذه المدرسة حاولت الربط بين الفكر الوضعي والحسي السائد في بريطانيا وفرنسا والفكر العقلي السائد بألمانيا.

 حيث ركزت على المدركات الحسية مع اعترافها في الوقت ذاته بالعمليات العقلية؛ إلا أن علماء النفس اعتقدوا بأن المدرسة البنائية غير عملية وأن تفسيرها للعمليات العقلية لم يكن موفقًا، كما أن هذه المدرسة قد جانبت الصواب باعتمادها على منهج التأمل الباطني لأنه منهج غير علمي، ولذا فقد انتهت هذه المدرسة بموت تكنر كما ذكرنا مسبقًا.

 

يمكنك قراءة المزيد من التفاصيل حول نظرية النمو النفسي الإجتماعي.

 

المدرسة الوظيفية

يُعتبر وليم جيمس أشهر رواد المدرسة الوظيفية، وهو أحد المتأثرين بنظرية دارون بالانتخاب الطبيعي، وركزت المدرسة الوظيفية على دور العمليات العقلية بتكيف الإنسان مع البيئة المُحيطة به، واستخدمت هذه المدرسة أيضًا المنهج الاستبطاني إلا أنها أضافت له أيضًا منهج الملاحظة، كما وسعت أيضًا من نطاق علم النفس فأدخلت فيه دراسة سلوك الحيوان وتوجهت نحو تطبيق علم النفس بالممارسات التعليمية.

 

وتُعتبر المدرسة الوظيفية أولى التوجهات الأمريكية بمجال علم النفس وظهرت كحركة مناهضة للمدرسة البنائية إلا أنها لم تقترح أسس ومُسلمات مُعلنة يجتمع حولها مؤيديها أو يُدافعوا عنها؛ وقد مهد لظهور هذه المدرسة بعض العلماء غير النفسيين مثل دارون، وذكرت بعض المراجع أن المؤسس الحقيقي للمدرسة الوظيفية هو العالم الأمريكي أنجل، إلا أن الغالبية العظمى أجمعت أن وليم جيمس هو مؤسسها الحقيقي.

 

اطلع أيضاً علي معلومات مهمة حول نظرية السمات. 

 

المدرسة السلوكية

 نشأت المدرسة السلوكية ببدايات القرن العشرين على يد عالم النفس الأمريكي واطسون الذي اعتقد بأنه حتى يُصبح علم النفس علمًا حقيقيًا، يجب أن يُركز على موضوع موحد يُمكن لجميع العلماء ملاحظته، وأنكر واطسون وجود استعدادات موروثة وشدد على دور العوامل البيئية بالتعلم وتشكيل العادات والسلوكيات.

 وأصبح علم النفس السلوكي قادرًا على دراسة سلوكيات الحيوانات والأطفال والمصابين بالاضطرابات العقلية، ووصف واطسون علم النفس السلوكي بأنه علم السلوك الموضوعي، واعتقد بأن الإنسان عبارة كائن يستمد ويستقي سلوكياته من البيئة المُحيطة به ولا يوجد ما يُسمى بالعوامل الداخلية.

 

رواد المدرسة السلوكية

ومن أهم رواد المدرسة السلوكية جون واطسون وإيفان بافلوف وإدوارد ثورنيك وإدوارد تولمان وإدوين جوثري وكلارك هل وسكنر وألبر ت باندورا، وتُعتبر نظرية هذا الأخير من أهم أسباب توسع وقوة المدرسة السلوكية.

 

شاهد أيضاً نظرية الذات في علم النفس لكارل روجز.

 

مدرسة الجشطالت

بالتزامن مع انتشار المدرسة السلوكية في أمريكا، كان علماء النفس الألمان مُنشغلون بدراسة الإدراك الحسي، واختلفت مدرسة الجشطالت المدرستين السلوكية والبنائية في تقسيم العمليات النفسية إلى أجزاء لاعتقادها بأن الخبرة النفسية هي وحدة كلية تختلف في مجموعها عن الأجزاء المُكونة لها وأن الكثير من صور التنظيم النفسي فطرية وليست مُتعلمة.

 

 وقد تأسست هذه المدرسة على يد ماكس فيرتيمير بدراسته التي أجراها عام 1910، وانضم إليه بعد ذلك كوهلر وكوفكا وكونوا جماعة هاجمت علم النفس الفونتي بضراوة، وعارضت مدرسة الجشطالت مبدأ المُحاولة والخطأ الذي اقترحه ثورنيك ومبدأ المُثير والاستجابة الذي نادت به المدرسة السلوكية.

 

 واقترحت بدلًا من ذلك مبدأ التعلم بالاستبصار؛ ووجهت لمدرسة الجشطالت الكثير من الانتقادات أبرزها: غموض بعض مفاهيمها مثل مبدأ التنظيم ومبدأ المماثلة واهتمامها بالتنظير أكثر من البحث العلمي وعدم قابلية إجراء التحليل الإحصائي أو الفحص التجريبي على نتائجها.

 

شاهد ملخص شامل حول نظرية الجشالطت في علم النفس.

 

المدرسة الغرضية

أُسست هذه المدرسة على يد وليم مكدولج وهو عالم اجتماع وأحد المهتمين بعلم النفس المرضي، وتؤمن هذه المدرسة بأهمية الغرض في تفسير السلوكيات الإنسانية، وهو ما يُميز السلوك الحيوي والحركة غير الحيوية، سواءً كان هذا الغرض واضحًا أم غير واضح بذهن الكائن الحي.

 

 وسُميت هذه المدرسة بالغرضية لاعتقادها بأن السلوك البشري يهدف في الأساس إلى تحقيق غرض مُعين، وأن هذا السلوك يكون مدفوعًا بالرغبة أو الدافع الداخلي النابع من نفس الكائن الحي، وبذلك يكون السلوك من وجهة نظرهم سلوكًا قصديًا.

 

 ومن أبرز خصائص المدرسة الغرضية بأنها حددت الغرض أو القصد كنظام سيكولوجي للسلوك البشري وأن السلوك البشري مهما بلغت بساطته فهو سلوك قصدي، وميز مكدوجل بين الكائنات الحية وغير الحية ووفقًا للخصائص المميزة للسلوك وهي (التلقائية والاستمرارية والتغير والتحسن والغرض والاكتفاء الكلية).

 

 وأكد على الدور الهام والفعال للغريزة في السلوك باعتبارها دوافع موروثة وحدد ثلاث جوانب لهذه الغرائز وهي (الإدراك والانفعال والنزوع)، ومن أبرز الانتقادات المُوجهة للمدرسة الغرضية عدم وضوح عدد ونوع وطبيعة الغرائز، كما زعم بعض العلماء أن هذه الغرائز قد تظهر ببعض المُجتمعات دون غيرها.

 

مدرسة التحليل النفسي

بينما كان التوجه الموضوعي مُسيطرًا على علم النفس في أمريكا وألمانيا، سلك الطبيب النمساوي زيغموند فرويد التوجه الذاتي بتأسيسه لنظريته، وزعم أن النفس البشرية تُشبه جبلًا من الجليد الذي يطفوا منه جزء بسيط فوق سطح الماء، وأن علم النفسي يُعنى بدراسة الجزء المخفي من الجبل تحت سطح الماء، وأسمى هذا الجزء الظاهر بالشعور والجزء المخفي باللاشعور.

 

 وأكد فرويد على أهمية السنوات الأولى بحياة الطفل حيث تتكون خلالها العديد من الدوافع اللاشعورية نتيجة للضغط والكبت وغيرها من العوامل التي تؤثر على حياة الفرد المُستقبلية، وابتكر فرويد العديد من الوسائل الفنية الهامة لتفسير وفهم العمليات العقلية اللاشعورية.

 

ووضع مفاهيم الهو والأنا والأنا الأعلى ووضح دورها في توجيه السلوك، ومن أبرز رواد هذه النظرية سيغموند فرويد وألفريد أدلر وكارين هورني وإريك فروم وهاري سوليفان، ومن أبرز الانتقادات التي وُجهت إلى هذه المدرسة اعتبار فرويد أن الدوافع الجنسية مُحركات قوية للسلوك البشري وعدم إمكانية التحقق من العديد من نظريات فرويد.

 

المدرسة المعرفية

برز علم النفس المعرفي كمجال مُتخصص بعلم النفس خلال العقود الأخيرة، وهو علم قائم على توجه منهجي ونظري أكثر  اعتدالًا عما سبقه من توجهات أخرى، وبرز اعتراضًا على اختصار مجال البحث في علم النفس بين المثير والاستجابة لأن السلوك الإنساني ليس مُجرد استجابة بسيطة لمجموعة من المثيرات البيئية، بل يتوقف على عمليات معرفية مُعقدة.

 

 ولم يكن علم النفس المعرفي مجرد مجال بحثي فقط، بل كان بمثابة ثورة بأساليب التصدي للظواهر النفسية، وأعاد أيضًا تعريف موضوعات علم النفس وخلق مفاهيمه وأساليبه العلاجية، فهو يهتم بدراسة وتحليل العمليات العقلية التي يقوم بها الإنسان مثل التعلم والاستيعاب والفهم والتذكر وغيرها من العمليات العقلية.

 

 فضلًا عن تركيزه على دراسة مراحل استقبال الإنسان للمثيرات ومعالجته للمعلومات وتخزينها وتوظيفها؛ ويعتقد أصحاب المذهب المعرفي أن الإنسان ليس مُجرد مُستجيب للمثيرات الخارجية، بل يتولى تحليلها وتفسيرها وترجمتها إلى عمليات معرفية جديدة، ومن أبرز رواد المدرسة المعرفية بياجيه.

 

المدرسة الإنسانية

تختلف المدرسة الإنسانية بمنهجها عن المدارس الأخرى، فأصحاب هذا المنهج يعتقدون بأن الإنسان يتمتع بالقدرة على الاختيار الحر الشعوري والمعقول بحياته، ويُركزون على التحليل العلمي لأفعال الأشخاص بصفتهم كائنات حية، ويُعتبر مفهوم الذات هو المفهوم الأساسي والمحوري للغالبية العظمى من أنصار هذا المذهب.

 

 حيث يعتقدون بأن الأشخاص يُدركون العالم وفقًا لخبراتهم وتجاربهم، ويؤثر تصورهم للعالم الخارجي على شخصيتهم ويُعتبر عاملًا هامًا بتوجيه سلوكياتهم من أجل تلبية متطلبات الذات الكاملة، ومن أبرز أنصار هذا المذهب كارل روجرز وأبرهام ماسلو اللذان أكدا على ميل الإنسان إلى الكفاح وتحقيق الذات.

 

كلية التربية-مروي, & جامعة دنقلا. (2016). مدارس علم النفس-المستوي الاول-الزوجي.

 

الآن عزيزي القارئ نأمل أن نكون طرحنا عليكم المعلومات الازمة حول مدارس علم النفس والتي لها تأثير كبير في المعرفة العلمية فإذا كنت باحث وتجري بحثك في مجال علم النفس وتواجهك صعوبة يمكنك طلب المساعدة من خلال خدمة إعداد الإطار النظري.

 

يعتبر موقع شركة سندك للإستشارات الأكاديمية والترجمة الأفضل في مجاله ويمكنك الإعتماد علينا نتعامل معك بكل ثقة وأمانة ونلتزم بمعايير إحترافية، نتظر تواصلكم عبر الواتساب.