خمس نصائح للترجمة الشفوية الفورية
الترجمة الفورية مهارة من أصعب المهارات التي تتطلب الكثير من الوقت والجهد والتدريب الذاتي والمستمر من أجل ثقلها وممارستها بمهارة وكفاءة، وفضلًا عن المهارات اللغوية اللازم توافرها بكل مُترجم، يجب أن يتمتع المُترجم الفوري ببعض المهارات التي تؤهله لممارستها وإتقانها، وسنناقش بهذا المقال بعض النصائح المُقدمة لمن يُريدون تنمية مهاراتهم بالترجمة الفورية.
أولًا. تنمية مهارات التوقع والتذكر
يستخدم المترجم الفوري مهارات الاستماع والتحليل والترجمة جميعها في آنٍ واحد، ولا مجال هنا للتفكير المُطول، فالحَدَس وسرعة البديهة هي أهم الأدوات التي تُعين المُترجم الفوري على توقع كل ما هو أتٍ والتكيف سريًعا مع مُختلف الأحداث الطارئة واتخاذ رد الفعل اللازم والسريع دون التسبب في أي تأخير للمُتحدث أو الأحداث، ففي أغلب الأحوال لا يُسمح للمُترجم الفوري بالتحضير كما يجب للمؤتمر أو الحدث ولا يُزود بجميع المُصطلحات الفنية أو الوثائق اللازمة للإلمام بجميع جوانب الموضوع؛ ويُمكن تنمية مهارات التوقع والتذكر لدى المُترجم الفوري عبر الممارسة والتدريب المُستمرين، كما يمكن أن يُساهم التدريب على الترجمة التتابعية أيضًا بتنمية مهارة التوقع؛ ومن الأمور التي تُعزز مهارة التوقع والتذكر أيضًا البراعة اللغوية للمُترجم وإلمامه بالمصطلحات ذات الصلة بالموضوع وسياق الحديث ومراقبته لأسلوب المُتحدث وانفعالاته.
ثانيًا. طلاقة اللسان ومهارات الاستماع المُتميزة
طلاقة اللسان والقدرة عن التعبير من أهم الأمور التي يجب أن يتمتع بها المُترجم الفوري، فيجب أن يكون المُترجم الفوري فصيحًا بلغته الأم وبلغة الاختصاص أيضًا؛ كما يجب أن يتمتع بمهارات استماع مُتميزة وأن يكون قادرًا على فهم واستيعاب اللكنات المُختلفة مثل الأمريكية والبريطانية؛ لذا يجب أن يُدرب أذنه على فهم وتمييز اللكنات المُختلفة حتى لا يُشكل ذلك عائقًا أثناء الترجمة.
ثالثًا. اليقظة الذهنية
كما ذكرنا سابقًا، يُمارس المُترجم الفوري مهارات الاستماع والتحليل والترجمة في ذات الوقت؛ لذا قبل الشروع في العمل، يجب أن يكون المُترجم الفوري مُهيأً ومُستعدًا وقادرًا على الحفاظ على هدوءه وتصفية ذهنه من أي توتر أو قلق، حتى يتمكن من استغلال تركيزه الكامل بالاستماع للمُتحدث وإنتاج ترجمة سلسة، وإلا سيفقد تركيزه وينقطع عن سياق الحديث مما سيترتب عليه تشتت المُستمعين؛ لذا، يجب أن يُحافظ المُترجم على تركيزه وصفاء ذهنه طوال فترة ترجمته وحتى يتولى أحد زملائه مهام الترجمة بدلًا عنه، وبغض النظر عن تطورات الأمور أو ما تؤول إليه الأحداث من حوله، يجب على المُترجم الحفاظ على هدوءه واستقراره النفسي وعدم التفاعل مع ما يقوله المُتحدث؛ فإذا بدأ المُتحدث في الصراخ على سبيل المثال، يجب على المُترجم مُتابعة عمله وتجاهل ما يدور حوله من أحداث.
رابعًا. الوعي بالثقافة
الوعي بالخلفية الثقافية من أهم الأمور التي يجب أن يُراعيها المُترجم الفوري، نظرًا لما تتميز به كل ثقافة عن غيرها من كلمات وعبارات لا معنى لها إلا بسياقها وثقافتها؛ ومن
أكثر مُشكلات الجهل بالخلفية الثقافية شيوعًا، العبارات والألفاظ العامية التي يتعرض لها المُترجم الفوري والتي يُمكن أن تؤدي إلى تعثره أو وقوعه بالخطأ؛ فلا تكفي المهارات اللغوية وحدها للوصول إلى مستوى الاحتراف دون خلفية ثقافية جيدة تُمكن المُترجم من فهم السياق ودلالات الأمور ونقلها بما يتناسب مع ثقافة المُستمعين، فالمُترجم هنا يُعتبر بمثابة وسيط بين ثقافتين مُختلفتين.
خامسًا. التحكم بنبرة ومستوى الصوت
يجب أن يُتقن المُترجم الفوري التحكم بنبرة ومستوى صوته، بحيث لا يكون مُنخفضًا للغاية فلا يسمعه المُتكلم، ولا مُرتفعًا للغاية فيطغى على حديث المُتكلم الأصلي؛ كما يجب أن ينأى بنفسه عن أي انفعالات بأسلوب المُتكلم تطرأ على أسلوب المُتحدث، فالمُستمعون يرونه بالفعل ويُمكنهم مُتابعة انفعالاته.