تواصل معنا علي

+201093747551

أرسل إستفسارك علي

info@sanadkk.com

تابعنا على تويتر

إطلب خدمة
نظريات الإرشاد النفسي

نظريات الإرشاد النفسي

الكاتب : أ/ أحمد مجدي
مشاهدات : 7280 مرة
شارك مع أصدقائك :
فهرس المقال

نظريات الإرشاد النفسي

يُقصد بالإرشاد النفسي العلاج النفسي للاضطرابات النفسية ومُشكلات الحياة اليومية، فهو بمثابة توجيه للفرد من أجل تسوية مشاكله والتعامل معها بشكل صحيح؛ ولا يهتم علم النفس الإرشادي فقط بعلاج المشكلات والاضطرابات السلوكية، بل يُساعد الأشخاص على استكشاف قدراتهم ومواهبهم ومواطن القوة والضعف لديهم، وذلك من أجل مُساعدة الشخص على التخطيط لحياته المُستقبلية وتحديد أهدافه وتحقيق طموحه.

نشأة نظريات الإرشاد النفسي

يُعتبر التوجيه والإرشاد النفسي قديم قدم النفس البشرية والحياة البشرية، فقديمًا كان الإنسان يطلب المشورة والتوجيه ممن حوله حال مواجهته لأي صعوبات أو عقبات أو حال حاجته للعون بتعديل سلوكه حتى يُصبح أكثر قدرة على التعامل مع الظروف الحياتية، فكانت المشورة والإرشاد حينئذ يصدران بصورة بسيطة تفتقر إلى الدقة والموضوعية؛ أما الإرشاد النفسي كممارسة علمية مهنية ومُعترف بها، فيعود تاريخه إلى قرابة عام 1880 م نظرًا لانتشار المُشكلات الاجتماعية والاقتصادية وما يترتب عليها من اضطرابات نفسية آنذاك.

 والجدير بالذكر أن الإرشاد النفسي قد مر بالعديد من المراحل: (1) مرحلة التركيز على التوجيه المهني التي أطلقها فرانك بارسونز عام 1908 م والتى ظهر على أثرها حركة القياس النفسي لقدرات ومهارات واستعدادات الفرد مصحوبة بالتحليل الوظيفي بمُختلف المهن للوقوف على مُتطلبات كل مهنة، (2) مرحلة التركيز على التوجيه المدرسي والتي أُطلقت نتيجة لدعوات بارسونز بتوفير مُتخصصي إرشاد نفسي بالمدارس الثانوية الأمريكية، (3) مرحلة علم النفس الإرشادي  والتي ظهرت نتيجة للتغير والتطور الحادث ببداية الثلاثينيات والذي يُفيد بأن وظيفة الإرشاد ليست مقصورة على مطابقة مُتطلبات الفرد مع مُتطلبات المهنة، وأن المُرشد بالواقع يتعامل مع مجموعة من الأفراد ذوي الصفات والسمات المُتباينة؛ ويُمكن القول بأن هذا التغير والتطور المذكور قد حدث نتيجة للعديد من الأسباب، منها: ظهور حركة الصحة النفسية التي تهتم في الأساس بتوافق الفرد وصحته لذا يسعى المرشدون لفهم دوافع الطالب ومشارعه ومتطلباته النفسية والاجتماعية، وظهور حركة دراسة الطفل التي سعت إلى تحديد مطالب النمو التي يجب أن يكتسبها الفرد والتي يؤدي تحققها لدى الفرد إلى اجتياز المراحل المُقبلة بأمان بينما يؤدي عدم اكتسابها إلى اضطرابات بالنمو؛ ونتيجة لهذه الملابسات والمراحل العديدة برزت نظريات الإرشاد النفسي التي اختصت بدراسة الشخصيات وأسباب اضطرابها وسبل علاجها.

المبادئ العامة لنظريات الإرشاد النفسي

تتميز نظريات الإرشاد النفسي بانطلاقها جميعًا من مجموعة من المبادئ العامة ذات الصلة بالسلوكيات الإنسانية والتي تستند جميعًا إلى طبيعة النفس البشرية وسمات الشخصية التي تعكس خليطًا من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تؤثر على تكوين الشخصية البشرية، وتُعتبر هذه المبادئ العامة بمثابة الأساس الذي تستند عليه نظريات الإرشاد النفسي بتطبيقاتها العملية، ومن أهمها:

تقديم المُساعدة: فالجميع يتمتعون بالقدرة على الإرشاد إذا طُلب منهم ذلك، إلا أنه على المُرشد استكشاف المُتطلبات الإرشادية للفرد حتى يتمكن تقديم الإرشادات المُناسبة وإشباع الحاجة التي لم يتمكن طالب الإرشاد من اكتشافها أو إشباعها بنفسه، والإرشاد هنا هو مطلب أساسي من أحل النمو المُتكامل والمتوازن للفرد.

تعديل السلوك: يُعد تعديل السلوك هو المحور الأساسي للإرشاد النفسي، ونظرًا لأن السلوكيات الإنسانية بوجه عام تمتاز بالثبات النسبي والمرونة، فيُمكن توقع السلوكيات المُستقبلية للفرد عبر ملاحظة ودراسة سلوكياته عبر فترة زمنية مُعينة، ويُمكن أيضًا تعديلها وتطويرها بالإرشاد النفسي.

الإرشاد تعلم: يُعد الإرشاد النفسي عملية يكتسب خلالها الفرد سلوكيات وعادات وقيم جديدة، وتُساهم بتغيير نظرة الشخص لنفسه وللآخرين، وتُعمله مهارات جديدة للتعامل مع المُشكلات التي تعترض طريقه والتخطيط لأهدافه المُستقبلية.

الإرشاد لجميع المراحل العمرية: يُقدم الإرشاد النفسي لجميع المراحل العمرية اعتبارًا من الطفولة وحتى الشيخوخة، ولكل مرحلة من خصائصها التي تُميزها والطرق الوسائل الإرشادية المُناسبة لها، فلكل مرحلة عمرية مستوى نضج وخبرات مُحدد يتمكن الشخص من خلاله من تحقيق ذاته وإشباع رغباته.

مُراعاة طبيعة النفس البشرية: من السمات المُشتركة بين نظريات الإرشاد النفسي هو ضرورة قيامها على أسس سليمة ومُراعية لطبيعة النفس البشرية، إلا أنها تختلف عن بعضها البعض من حيث منظورها إلى طبيعة النفس البشرية، فعلى سبيل المثال ينظر فرويد إلى الإنسان ككائن عدواني ذو ميول تدميرية وشريرة، بينما تعتبر النظرية السلوكية أن الإنسان يولد على الفطرة السلمية وعقله كصفحة بيضاء ويكتسب السلوكيات السوية أو غير السوية عبر التعلم.

أهداف نظريات الإرشاد النفسي:

تجتمع نظريات الإرشاد النفسي جميعًا بمجموعة من الأهداف التي ترجوا تحقيقها، وفيما يلي أهم هذه الأهداف:

تحقيق الذات: يعتبر الغرض الرئيسي الذي يلجأ بسببه الفرد إلى المُرشد النفسي هو رغبته في تحقيق ذاته حتى يستطيع أن ينظر لنفسه نظرة رضا، فتحقيق الذات هو الدافع الرئيسي المُحرك لسلوكيات البشر، وبموجب هذا الدافع يكون لدى الفرد الاستعداد الدائم لتنمية ذاته وفهم طبيعة نفسه والوقوف على مهاراته وإمكانياته الشخصية.

تحقيق التوافق: من أولى وأهم أهداف الإرشاد النفسي هو تحقيق التوافق أو مُساعدة الفرد على الانسجام ببيئته ومُجتمعه دون المساس بحقوق غيره، أو بعبارة أخرى تحقيق التوازن بين الإنسان وبيئته، بحيث يكفل هذا التوازن إشباع حاجات الفرد بما لا يتعارض مع مُتطلبات بيئته.

تحقيق الصحة النفسية: يُمكن تحقيق الصحة النفسية للفرد عبر ضمان قدرته على تنفيذ وظائفه النفسية بإطار وحدة الشخصية وبصورة م|ُتناسقة ومُتكاملة، عبر مُساعدة الراغب بالإرشاد النفسي على حل مُشكلاته النفسية بنفسه.

تنمية القدرة على اتخاذ القرار: تُعتبر الصراعات الداخلية ذات الصلة باتخاذ القرار الصحيح فيما يتعلق بموضوع مُعين من أكثر الأسباب شيوعًا التي تجعل الأفراد بحاجة إلى الاستعانة بالمرشد النفسي، نظرًا لاحتياج الفرد إلى التوعية والتوعية بالبدائل المُتاحة والتوقعات والتصورات التي لا يستطيع الفرد الوصول إليها بذاته.

تحسين بيئة الفرد: والغرض من ذلك هو تهيئة الأجواء التي تكفل احترام الفرد كشخصية بحد ذاته، وضمان تمتع الفرد بالحرية والأمان والارتياح حتى يتمكن من تنمية شخصيته بشكل مُتوازن ومُتكامل مع المُجتمع الذي يعيش فيه.

أبرز أوجه التشابه بين نظريات الإرشاد النفسي:

-تتفق الغالبية العظمى من نظريات الإرشاد النفسي على الأهداف الثلاث الرئيسية للإرشاد النفسي وهي: التنمية والوقاية والعلاج.

-تجتمع جميع نظريات الإرشاد النفسي تقريبًا على أن الطبيعة البشرية تتمتع بالقدرة على التغير والتكيف.

-تتفق جميع نظريات الإرشاد النفسي على أن الراغب بالإرشاد النفسي يستعين بالمُرشد النفسي من أجل الحصول على المُساعدة والدعم النفسي من أجل التغلب على المُشكلات والاضطرابات النفسية.

-يُعتبر تحقيق الذات هدف عام ومُشترك بين جميع نظريات الإرشاد النفسي.

-تتفق جميع نظريات الإرشاد النفسي على أن هناك طائفة من السلوكيات غير المرغوبة أو غير المُناسبة التي تجعل الفرد يشعر بعدم الرضا والسعادة.

-تسعى جميع نظريات الإرشاد النفسي إلى إحداث تغيرات بعادات أو سلوكيات أو أفكار أو خبرات الشخص الخاضع للإرشاد النفسي، وتهدف جمع النظريات إلى الحد من مشاعر التوتر والقلق لدى الشخص الخاضع للإرشاد النفسي.

-يؤمن أتباع نظريات الإرشاد النفسي بمُختلف أنواعها بالدور المحوري والنشط والفعال للخاضع للإرشاد النفسي، كما يعتقدون أيضًا بتأثير الماضي والحاضر على المُستقبل.

أبرز أوجه الاختلاف بين نظريات الإرشاد النفسي:

  • تختلف نظريات الإرشاد النفسي من حيث الأهمية النسبية للمُحددات الشعورية واللاشعورية للسلوك.
  • تختلف نظريات الإرشاد النفسي من حيث الدور الذي يلعبه التعزيز.
  • تختلف نظريات الإرشاد النفسي من حيث نظرتها لأهمية الخبرات الذاتية والخاصة بالفرد.
  • تختلف نظريات الإرشاد النفسي من حيث نظرتها لفعالية الاختبارات النفسي، فبعضها يؤكد على أهميتها والبعض الأخر لا يعتبرها ذات جدوى.

 

تابعنا على :

تعرف على خدماتنا

نقدم المساعدة الأكاديمية في أي مهمة تصعب عليكم في الرسائل ابتداء من اقتراح مواضيع الرسالة وحتى التدقيق اللغوي.