تلعب الحاشية أو الهامش دورًا محوريًا في البحث العلمي؛ فهي أداة تساعد الباحث على توثيق المصادر والمراجع بدقة، وتقديم شروحات أو توضيحات إضافية دون تشويش النص الرئيسي، واستخدام الحواشي بشكل صحيح يعزز مصداقية البحث ويضمن الالتزام بالمعايير الأكاديمية، كما يسهل على القارئ الرجوع إلى المصادر الأصلية لفهم أفضل للمعلومات والأفكار المطروحة.
تعريف الحاشية (الهامش) في البحث العلمي
هي ملاحظة أو تعليق يُضاف أسفل الصفحة في البحث العلمي؛ لتقديم معلومات إضافية تدعم المحتوى الرئيسي دون تشويشه، وتُستخدم الحواشي بشكل أساسي؛ لتوضيح مصادر المعلومات، تقديم شروحات للمصطلحات، توضيح الأمثلة، أو إضافة بيانات دقيقة لم تُدرج في نص البحث مباشرة.
وظائف الحاشية (الهامش)
توثيق المصدر أو المرجع الذي تم اقتباس منه النص أو الفكرة المذكورة في المتن أعلاه.
الإشارة إلى أسماء مراجع تدعم الفكرة التي أشار إليها الباحث، أو الإشارة إلى مراجع أخرى تخالف الرأي الذي يذهب إليه الباحث.
الإشارة إلى نص مساعد بهدف تدعيم النص الذي ذكره الباحث في المتن.
شرح متمم لفكرة مجملة جاءت في صلب البحث.
شرح مجموعة من المصطلحات التي يرى الباحث أن القارئ سيجد صعوبة في فهمها أو التي قد يَقوم الباحث باستخدامها استخدامًا خاصًا من أجل أنها قد تشير إلى دلالات معَينة متعلقة بموضوع بحثه.
التعريف بشخصية مجهولة على الرغم من أهميتها.
التعريف بمكان أو بلدة غير معروفة.
تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وتحقيقها إذا كانت الرسالة في مجال العلوم الشرعية.
الإحالة الداخلية؛ والتي تعني أن يرجع الباحث القارئ إلى مكان أو عدة أماكن في البحث ذاته تكون قد تعرضت للفكرة ذاتها.
التنويه بفضل مَن يكون قد قدَّم للباحث اقتراحًا أو مساعدة ما.
كيفية كتابة الحاشية في البحث العلمي
عندما يريد الباحث أن يحيل قارئ بحثه إلى الهوامش عند نقطة معَينة في المتن كنهاية اقتباس معَين مثلًا، فإنه يستخدم الأرقام العددية أو النجوم أو الحروف الأبجدية –في حالة بحوث الرياضيات التي يَكثر فيها استخدام الأرقام العددية، فتحل الحروف الأبجدية محل الأرقام العددية عندما يريد الباحث أن يحيل القارئ إلى الهامش-، ويتم ترقيم الهوامش بالتسلسل نفسه في المتن، على أن تكون أرقام هوامش كل صفحة مستقلة عن أرقام هوامش الصفحات الأخرى.
قواعد كتابة الحاشية
تُعتبر الحاشية من الأمور الشائعة الاستعمال في الدراسات والكتب والأبحاث، وتَظهر الحاشية أو الهامش في أسفل الصفحة أو في نهاية الكتاب أو الدراسة البحثية، وذلك بهدف إعطاء فكرة أو معلومات إضافية عن شيء تم الإشارة إليه في المتن.
ويتم كتابة الحواشي عادة بخط أصغر من خط المتن، وتكون مفصولة بخط صغير أسفل الصفحة، ولا بد من وضع إشارة مرجعية للحاشية في المتن، وقد تكون هذه الإشارة رمزًا أو رقمًا، ويفضَّل عادة استخدام النجمة إذا كان النص يتضمن جداول أو معادلات أو موادًا رياضية، ويفضل بعض الباحثين ترقين الحواشي ترقيمًا تراكميًا في التقرير البحثي أو الكتاب كله، وبعضهم يرقمها تراكميًّا في كل صفحة أو في كل فصل ويبدأ ترقيمًا جديدًا في الصفحة التالية أو الفصل اللاحق.
اطلع على: كيفية إعادة الصياغة في البحث العلمي
توثيق المراجع في الهوامش
مفهوم التوثيق
هو ببساطة عملية تدوين بيانات المصادر التي رجع إليها الباحث أو الكاتب عند إعداد تقريره مستشهدًا بعبارات منها أو مفنِّدًا لآراء وأفكار تضمنتها، وذلك بصورة منهجية منظمة تساعد القارئ على أن يَرجع إليها بغير مشقة للتأكد من صحة ودقة العبارات والأفكار التي ادَّعى الباحث أو الكاتب أنه قد نقلها من هذه المصادر، أي أن القارئ له حق في أن يتحقق من صحة ما أورده الباحث أو الكاتب نقلًا عن غيره، وبصورةٍ أكثر تحديدًا فإن تدوين بيانات المصادر التي رجع إليها الباحث يساعد على العودة إليها للتحقق من عدة أمور.
أهمية توثيق المراجع
دليل على أن الباحث قد نقل العبارات التي قام باقتباسها بدقة ولم يحرِّف فيها.
أنه في حالة وجود أخطاء مطبعية يتم التأكد من أنها موجودة في النص الأصلي المأخوذ منها الاقتباس، مع افتراض أن يكون الباحث قد نوَّه أيضًا إليها.
أنه في حالة ما إذا اضطر الباحث لأن يعيد صياغة عبارات معَينة لم يتمكن من كتابتها حرفيًّا لطولها أو أن يلخص أفكارًا معَينة لكاتب ما في مثل هذه الحالة نريد أن نتأكد من أن عملية إعادة الصياغة أو التلخيص هذه لم تؤدِّ إلى تحريف المعنى الذي أراده الكاتب الأصلي.
أن الباحث عندما اقتبس من مصدر ما لم يقم بعزل العبارة أو العبارات التي قام باقتباسها عن سياقاتها، ذلك أن مثل هذا العزل قد يشوه المعنى الذي قصده الكاتب الأصلي، بمعنى آخر فإن على الباحث أن يشير بوضوح إلى السباق الذي تم فيه كتابة تلك العبارات حتى يكون القارئ على بينة بالظروف التي تم كتابة العبارات في إطارها.
أن الباحث لا يخدع القارئ بإيهامه أنه قد اقتبس عبارة أو عبارات معَينة من مصدر معَين، بينما هو في الحقيقة قد نقل ما هو أكثر بكثير من تلك العبارات التي أشار إليها، ومع ذلك لم يشِر إلا إلى عدد محدود فقط من العبارات ونسب الباقي إلى نفسه، وهذا هو ما يطلق عليه "الانتحال" أي استخدام الباحث أو الكاتب أفكارًا ومعلومات دون عزوها إلى المصدر الذي تم أخذها منه، مما يوهم القارئ أنها أفكار الباحث الخاصة.
أنه في حالة اعتماد الباحث على مصادر ثانوية لم تحدث عملية تحريف لما قصده الكاتب الأصلي، ذلك أن عملية نقل عبارات من مرجع إلى آخر تؤدي بشكلٍ أو بآخر إلى تشويه ما قصده الكاتب الأصلي، وفي هذه الحالة ينبغي على القارئ أن يبذل ما بوسعه من جهد للعودة إلى المصدر الأصلي للاطمئنان إلى أنه لم تَحدث عمليات تحريف أثناء عملية النقل هذه.
ما يتم توثيقه
على الباحث أو الكاتب أن يَقوم بتوثيق كل إسهام قام به باحث أو كاتب آخر، طالما أن هذا الإسهام قد أتيح للباحث أن يطلع عليه، وطالما أن له علاقة بالقضية موضع البحث أو الدراسة، فهناك إسهامات ينبغي أن تخضع للتوثيق، بمعنى أنه من الضروري تدوين بيانات المصادر التي تم أخذ منها هذه الإسهامات، وذلك بشكل ييسر للقارئ إمكانية العودة إليها لو رغب في ذلك، وتتضمن هذه الإسهامات ما يلي:
اقتباس أو استشهاد من مصدر ما (له موثقيته) أصليًا كان أم ثانويًا.
تلخيص أو إعادة صياغة لأفكار وآراء متضمنة في مصدرٍ ما بما لا يؤدي إلى خلل في معناها الأصلي الذي قصده المصدر.
معلومات وبيانات يتم الاستشهاد بها من مصدرٍ ما مثل الوقائع والبيانات الإحصائية والرسومات التخطيطية والرسومات البيانية والجداول.
ما لا يحتاج الباحث إلى توثيقه
هناك أشياء لا يحتاج الباحث إلى توثيقها، فضلًا عنعدم منطقية التوثيق أصلًا، وهي:
الأفكار والآراء الخاصة بالباحث أو الكاتب، ويتم استثناء من ذلك أنه لو كان للباحث أو الكاتب إسهام ما تم تدوينه في مرجع معَين، فمن حقه عندئذٍ أن يشير إليه طالما كان هذا الإسهام له علاقة بالقضية موضع البحث أو الاهتمام.
المعرفة الشائعة المتداولة بين المشتغلين بالعلم والبحث العلمي في مجال التخصص؛ ففي مجالات التربية مثلًا يمكِن للفرد منا أن يتساءل ما جدوى تعبئة صفحات عديدة في البحث والرسالة عن أهمية التعليم في التنمية البشرية وتقدم المجتمعات؟ إن مثل هذه المعلومات معروفة لكل مشتغلٍ بالتربية، ويمكِن للباحث أن يشير إليها بإيجازٍ دون أن يسرف في حديثٍ يَعرفه كل مهموم بقضايا التربية.
المعلومات أو البيانات أو التواريخ المتداولة في مصادر متعددة إلى الحد الذي لا يجعلها في حاجة إلى توثيق، فمثلًا من المعروف أن الرئيس جمال عبد الناصر قد توفي في 28 سبتمبر 1970، وأن الرئيس أنور السادات قد تم اغتياله في 6 أكتوبر 1981، وأن معركة تحرير سيناء قد بدأت في 6 أكتوبر 1973، وغير ذلك، فتلك الأشياء ليست في حاجة إلى توثيق من مصدرٍ ما.
نصائح علمية لكتابة الحاشية في البحث العلمي
توثيق كل اقتباس بدقة
عند استخدام فكرة أو نص من مصدر خارجي، ضع الحاشية مع ذكر اسم المؤلف، السنة، ورقم الصفحة حسب نظام التوثيق المعتمد.
استخدم الحاشية لشرح أو توضيح المعلومات فقط
تجنب إدراج آراء شخصية أو معلومات غير مرتبطة مباشرة بالبحث.
اجعل الحاشية قصيرة ومباشرة، بحيث تقدم الفكرة الأساسية دون إسهاب زائد.
التنظيم والترقيم المتسلسل
استخدم ترقيمًا متسلسلًا لكل حاشية داخل الفصل أو البحث حسب النظام الأكاديمي المتبع.
ابدأ الترقيم من 1 واستمر تصاعديًا لضمان سهولة الرجوع.
تجنب التكرار غير الضروري
لا تكرر نفس الحاشية في صفحات متعددة، بل ضع الرقم مرة واحدة مع إمكانية الرجوع إلى المصدر عند الحاجة.
استخدام برامج إدارة المراجع
برامج مثل EndNote، Mendeley، Zotero تساعد على إدراج الحواشي وربطها بالمراجع تلقائيًا وبشكل دقيق.
التحقق قبل التسليم
تحقق من أن كل اقتباس أو فكرة مستعارة لها حاشية مناسبة ومرتبة.
راجع الحواشي للتأكد من صحة البيانات والتنسيق قبل تقديم البحث.
اتباع نظام التوثيق المعتمد
اختر نظام التوثيق المناسب (APA، Chicago، Harvard) والتزم بقواعده في كتابة الحواشي.
تعرف على: المصادر في البحث العلمي| أساس بحثي متين
أبرز الأسئلة الشائعة عن الحاشية في البحث العلمي
ما هي الحاشية أو الهامش في البحث العلمي؟
الحاشية هي ملاحظة أو تعليق يُضاف أسفل الصفحة لتوضيح فكرة، شرح مصطلح، أو توثيق مصدر المعلومات دون تشويش النص الرئيسي.
ما أهمية استخدام الحاشية؟
-
توثيق المراجع والمصادر بدقة.
-
توضيح المصطلحات أو الأفكار المعقدة.
-
تقديم معلومات إضافية دون تعطيل النص الأساسي.
-
منع الانتحال العلمي وزيادة مصداقية البحث.
-
متى يجب استخدام الحاشية؟
-
عند الاقتباس المباشر أو غير المباشر من المصادر.
-
عند الحاجة إلى توضيح فكرة أو مصطلح قد يكون غامضًا للقارئ.
-
لإضافة تفاصيل دقيقة أو بيانات تقنية لا تُدرج في نص البحث الرئيسي.
-
كيف يتم ترقيم الحواشي؟
-
عادة يتم ترقيم الحاشية بالأرقام الصغيرة أعلى كلمة أو جملة مرتبطة بالمعلومة.
-
يبدأ الترقيم من 1 ويستمر بشكل تسلسلي طوال البحث أو الفصل حسب النظام المتبع.
-
ما الفرق بين الحاشية وقائمة المراجع؟
-
الحاشية: تشرح أو توثق المعلومة أسفل الصفحة مباشرة.
-
قائمة المراجع: تجمع كل المصادر المستخدمة في نهاية البحث بشكل منظم وموحد.
-
هل كل الملاحظات تحتاج إلى حاشية؟
لا، المعلومات العامة أو المعروفة لا تحتاج حاشية، أما الأفكار المقتبسة أو البيانات الدقيقة فيجب توثيقها.
ما الأخطاء الشائعة عند كتابة الحواشي؟
-
عدم توثيق جميع الاقتباسات.
-
استخدام نظام ترقيم غير متسق.
-
كتابة بيانات الحاشية بشكل غير دقيق أو مختصر جدًا.
-
وضع معلومات غير ضرورية تشوش على النص.
-
هل يمكن استخدام برامج لإدارة الحواشي والمراجع؟
نعم، برامج مثل EndNote، Mendeley، Zotero تساعد على تنسيق الحواشي بشكل احترافي وربطها بالمراجع في البحث.
طريقة كتابة الحاشية pdf
يمكنك الحصول على نسخة من ملف طريقة كتابة الحاشية pdf عبر الضغط هنا.
دليل الباحث في توثيق المراجع pdf
يمكنك الحصول على نسخة من ملف دليل الباحث في توثيق المراجع pdf عبر الضغط هنا.
في الختام، أوضحت شركة سندك أن كتابة الحاشية في البحث العلمي ليست مجرد إجراء شكلي، بل هي عنصر جوهري يعكس دقة الباحث واحترافيته. الالتزام بالقواعد الصحيحة للحاشية، وترتيبها بشكل منظم، وتوثيق جميع المصادر المستخدمة، يضمن بحثًا موثوقًا ومنسقًا يسهل على القراء والمراجعين التعامل معه، ويمكنك التواصلعبر الواتساب.
