أهمية التعامل مع دليل الجامعة
ماهية دليل الجامعة:
يُعتبر دليل الجامعة بمثابة موجة يوجه الباحث إلى كيفية تنسيق وكتابة الرسائل والمشاريع المتخصصة مثل مشاريع التخرج ورسائل الماجستير والدكتوراه وأبحاث الترقية، حيث يتم كتابة تلك الأبحاث والرسائل الأكاديميةوفقًا لتعليمات الجامعة وأسس التحقيق حتى تصبِح مرجعًا رئيسيًا أثناء كتابة الباحث لرسالته العلمية أو بحثه العلمي بأسلوب راقٍ وبطريقة علمية منظمة؛ حيث أن كل جامعة تمتلك دليلًا خاصًا بها يتم إطلاق اسم الجامعة عليه، ويتبع عن طريقه الباحث عددًا من القواعد والقوانين التي تجعل عملية تحرير الرسائل والأبحاث العلمية منظمة بأفضل طريقة ممكِنة، وتتطابق أدلة الجامعات كافة في الغاية والوظيفة السامية التي تم إعدادها من أجلها وهي تنسيق الرسائل والأبحاث الجامعية، ويَحدث أحيانًا أن يتباين دليل كل جامعة في تفصيلات بسيطة وجزئيات معَينة؛ بحيث نتوصل في النهاية إلى أن كل جامعة لها الدليل الخاص بها الذي تتميز به عن غيرها من أدلة الجامعات الأخرى.
الهدف من اتباع الباحث دليل الجامعة:
معظم الباحثين يشغلهم سؤالًا بخصوص الهدف من اتباع دليل الجامعة في تنسيق رسائلهم العلمية، وما الفائدة التي سوف تعم عليه في حال اتباعه لذلك الدليل، ويمكِن القول أن الدليل الخاص بالجامعة يعَد بمثابة مرشد للباحث؛ حيث يوجهه إلى الطريق السليم، ويحقق له عددًا من الأهداف منها:
-
إن استعانة الباحث بدليل الجامعة يوفر عليه جهده ووقته، وبالأخص أثناء تصميم المشروع والدراسة البحثية وتقييمها.
-
يُعتبر دليل الجامعة إطارًا تنظيميًا لتصميم البحث العلمي.
-
كون الرسالة العلمية متبعة دليل الجامعة فإن ذلك يَضمن لها أن تَحصل على مستوى عالٍ من جهة حكم لجنة تحكيم الرسالة.
-
يُعتبر دليل الجامعة مُعِينًا ومرشدًا للباحث في إنجاز خطة بحثه أو رسالته؛ حيث أنه عبارة عن عدد من الخطوات المرتبة التي يَقوم الباحث باتباعها منذ تصميمه خطة دراسته البحثية إلى أن يصل إلى المناقشة والتقييم.
-
إن اتباع الباحث لدليل الجامعة التي يتبعها يعمل على مساعدة لجنة الإشراف، والحكم على الرسالة على تقييم المشروع البحثي، وتحكيمه وإصدار الملاحظات الملائمة ثم تقييمها.
-
كون الباحث متبعًا لدليل الجامعة فإن ذلك يَضمن له الحصول على رسالة جودتها ممتازة.
أهمية دليل الجامعة:
يعَد دليل الجامعة مرشدًا وموجهًا ومنظمًا ومنسقًا لتحرير الرسائل العلمية، ودليل الجامعة ذو أهمية كبيرة للباحث، وتتمثل أهميته في الآتي:
-
إن دليل الجامعة ذو فائدة كبيرة للباحثين، حيث أنه يوجههم إلى آلية تصميم مشروعاتهم البحثية الخاصة بالتخرج أو ترقية أعضاء هيئة التدريس ورسائل الماجستير والدكتوراه، وطريقة تنسيقها، والعوامل اللازم توافرها، والركائز المطلوب من الباحث أن يعتمد عليها في تحرير وإخراج الرسالة العلمية.
-
ترتكز أهمية الدليل الجامعي في أنه يتضمن عددًا من الضوابط التي تقوم بتنظيم وضبط تحرير الرسائل العلمية والمشاريع البحثية، دون أن تجعل الباحث يرتكب الإيجاز المضر أو الإسهاب الذي يُفقِد العمل البحثي فائدته العلمية.
ما يتضمنه دليل الجامعة:
-
يتضمن دليل الجامعة مجموعة من التنسيقات وغيرها مما تنفرد به الدراسات البحثية فقط عن غيرها من الكتب والدراسات.
-
يتضمن دليل الجامعة بيانًا مكتملًا عن المعلومات الواجب على الباحث معرفتها عن نظام الدراسات العليا في جامعته والرسائل العلمية وطريقة التعبير عنها ووصفها.
-
يتضمن دليل الجامعة الخطوات الواجب على الباحث اتباعها في إعداد وتصميم رسالته العلمية حتى تكون الرسائل العلمية وأبحاث التخرج وترقية أعضاء هيئة التدريس التي تجيزها الجامعة باسمها كافة ذات تنسيق موحَّد.
-
يتضمن دليل الجامعة الأسس التي يستوجب على الباحث النحو نحوها لإعداد الرسائل العلمية والدراسات البحثية.
-
يتضمن دليل الجامعة أساسيات تنسيق الرسائل العلمية ومقدار المسافات وأنواعها بين مختلف النصوص في الدراسات البحثية والرسائل العلمية.
-
يتضمن دليل الجامعة المحاذير والتنبيهات التي تمنع الباحث من أن يضل طريقة أو يقع بها.
-
يتضمن دليل الجامعة معايير وأسس تنسيق الخطوط بمختلف أحجامها وأنماطها وسمكها تبعًا لطبيعة النص.
الروح العلمية ودورها في البحث العلمي:
إذا كان المنهج العلمي هو البرنامج الذي ينظم سلسلة من المعلومات لتنفيذها، ويشير إلى عدة أخطاء لاجتنابها بقصد الوصول إلى نتيجة محددة، فإن الروح العلمية تعني مجموعة من المبادئ والقيم العلمية، تتحول بالتدريج إلى خصائص ذاتية تكوِّن شخصية الباحث، ويصدر عنها في أعماله كافة، والروح العلمية مهمة للبحث العلمي بمقدار أهمية المنهج نفسه، بل إنه بدونها يظل ذلك المنهج هيكلًا عظميًا بدون حياة.
خصائص الروح العلمية التي يجب أن يتحلى بها الباحثون الأكاديميون:
-
الموضوعية: إذا كان العلم عبارة عن معرفة الأشياء، فينبغي أن يكرس الباحث نفسه لملاحظتها بأقصى درجات الدقة الممكِنة، وهذا يعني خضوعه الكامل لموضوع دراسته، وذلك بأن يستبعد من أبحاثه الاعتبارات الجمالية، والاعتبارات الميتافيزيقية، والاعتبارات العاطفية، والتراث التقليدي، وسلطان العادة، والأفكار الشائعة في المجتمع؛ ومما يساعد الباحث على الوصول إلى أعلى درجة من الموضوعية تلك الوسائل والأجهزة التي تم اختراعها واستخدامها في مجال البحث العلمي، فهذه دون شك تنقل له صورة أمينة للواقع كما هو دون أي اعتبار مما سبق.
-
الصرامة:تعني الصرامة العلمية ألا ينتقل الباحث من نقطة قبل أن يبرهن عليها بصورة قاطعة، وهناك طرق كثيرة للتأكد من ذلك، لكن يكفي الإشارة إلى ضرورة التفرقة بين ما هو مبرهَن عليه وما هو محتمَل أو مفترَض، وقديمًا حذَّر ديكارت من التسرع، فلا يتقدم الباحث إلا بحذر، ولا يَقبل شيئًا دون مراقبة وفحص، وبهذا فليس التساهل مقبولًا في مجال البحث العلمي لأن التساهل يؤدي إلى تمرير بعض الأحكام الخاطئة، ولهذا أثره الخطير في سلامة ما يترتب على ذلك من نتائج.
-
القدرة النقدية:إن القدرة النقدية أساسية للعلم، لكن يجب ألا نعممها لتشمل تلك القدرة السلبية التي تتجه بشكوكها إلى كل شيء، وإنما هو مجرد حرية عقلية تساعد الباحث على أن يبلغ جوهر المشكلة، ويتقبل المناقشات والتحفظات، ويواجه نتائج أبحاثه بأبحاث غيره من العلماء، ويظل دائمًا على استعداد لتغيير نتائجه.
-
التسليم بمعقولية الطبيعة: حين يَقوم البحث العلمي على أساس متين، لا بد أن يدرك الباحث منذ البداية أنه أمام نظام مطرد، حيث إن أهم ما يقدِّمه العلم للإنسان هو التنبؤ بحدوث الظواهر، أي توقع مجيئها على نحوٍ معَين في ظروف محددة، ولا يَقوم هذا التنبؤ إلا في ظل نظام عام مطرد، وقد شبَّه أحد العلماء النظام الطبيعي بمربع الكلمات المتقاطعة قبل أن يملأها اللاعب، فلو لم يكن لدى هذا اللاعب شعور قوي بأن عقلًا آخر أذكى من عقله هو الذي صمم هذا المربع وأعطاه مفاتيحه الأولى، لما أقدم على ممارسة تلك اللعبة العقلية، ولاعتبرها نوعًا من العبث المحض، كذلك الطبيعة تمثل للباحث مربعًا كبيرًا تخلو أكثر خاناته من التفسيرات المناسبة، وعليه حينئذٍ أن يبحث عن ملئها بالفروض.
-
طبيعة العمل في فريق: في الماضي، كانت محاولات الباحثين تنبع بالدرجة الأولى من إحساسهم الشخصي بمشكلة ما والرغبة القوية في حلها، وقد حدث ذلك في ظل أنظمة اجتماعية وسياسية لم تكن مدركة لقيمة العلم ولا لفائدته، أما في العصر الحاضر، فقد أصبحت الحكومات هي الداعية إلى نشر العلم وتطويره، وزادت قيمة الباحث في أعين الناس كثيرًا عما سبق، وخاصة في المجتمعات الغربية، غير أنه بسبب ضخامة المشكلات التي تواجه الإنسانية حاليًا وتعقدها الشديد، دعت الحاجة إلى ضرورة التخطيط العلمي وتكوين فرق كاملة من الباحثين المتخصصين في مجالات متنوعة ليتعاونوا في إنجاز عمل واحد، ولا شك أن طبيعة العمل في فريق تختلف كثيرًا عن العمل الفردي، حث ينعزل الباحث عن المجتمع لأنه يطلب مجموعة خاصة من الصفات مثل التواصل الاجتماعي، ودماثة الخلق، ووضوح الشخصية.
أهم بنود ميثاق شرف العلماء:
إن العلم عبارة عن مهنة، ولكل مهنة كما هو معروف ميثاق شرف يلتزم به جميع العاملين بها، وقد يكون هذا الميثاق معلَنًا، وقد يكون ضمنيًا، ومن أهم بنود ميثاق شرف العلماء:
-
الصدق المطلق في عرض أبحاثهم، وما توصلوا إليه من نتائج.
-
الأمانة المطلقة في نقل آراء غيرهم، وعدم السطو عليها.
-
الاعتراف بالفضل لكل مَن قام بجهد في مجال دراساتهم.
-
التعاون المثمر فيما بينهم من أجل خدمة العلم والاقتراب من الحقيقة.
وبهذا التصور يمكِن للعلم أن يسهم في بناء الإنسان من الناحية الأخلاقية، وأن يَضبط سيطرته على الطبيعة بمجموعة من القيم العليا.