تواصل معنا علي

+201093747551

أرسل إستفسارك علي

info@sanadkk.com

تابعنا على تويتر

إطلب خدمة
مفهوم اللغة والحيوانات واللغة وخصائص اللغة ومراحل النمو اللغوي

مفهوم اللغة والحيوانات واللغة وخصائص اللغة ومراحل النمو اللغوي

الكاتب : أ/ محمد السديمي
مشاهدات : 1726 مرة
شارك مع أصدقائك :
فهرس المقال

مفهوم اللغة والحيوانات واللغة وخصائص اللغة ومراحل النمو اللغوي

مقدمة:

       تعَد اللغة من أهم وسائل الاحتكاك والتفاهم بين جميع أفراد المجتمع في ميادين الحياة كافة، ومن غير اللغة لا يَقدر الناس على إقامة أي نشاط معرفي، واللغة تتعلق بالتفكير تعلقًا وثيقًا، حيث إن أفكار البشر يتم صياغتها دائمًا في قوالب لُغوية حتى لو كانوا يفكرون تفكيرًا باطنيًا، وعن طريق اللغة فقط تستمد الفكرة وجودها الواقعي، كما أن اللغة ترمز إلى الأمور التي تنعكس فيها، فاللغة هي قدرة الأفراد على اكتساب نظام تواصلي معَقد واستخدامه.

أولًا: مفهوم اللغة:

       إن تعريفات اللغة تتنوع بتنوع اهتمامات الدارسين والباحثين في إعداد العلوم التي عُنِيَت باللغة مثل علوم الدين واللغة والفلسفة والتربية والاجتماع وعلم النفس وغيرها.

عرَّف ستيرنبرغ اللغة بأنها استخدام الكلمات بصورة منظَّمة.

          ويرى "كيلوج" أن اللغة عبارة عن نظام من الصوتيات الاصطلاحية اللفظية التي يتم استخدامها في الاتصال المتبادَل بين مجموعة من البشر، بحيث يمكِن عن طريق ذلك النظام تصنيف الأحداث والأشياء وتسميتها، وهناك علماء آخرون يرون أن اللغة هي نظام تواصل رمزي مشترَك تَحكمه أسس وقواعد تتعلق بعمليات إنتاج المتحدث للأصوات، وأيضًا عمليات استقبال الأصوات وترجمتها لتأخذ لدى السامع هيئة دلالات محددة.

       وتعرَّف اللغة أيضًا على أنها وسيلة لتعبير الأفراد عن مشاعرهم وأفكارهم وآرائهم، ويتمثل هذا في الوسائل الصوتية التي تشير إليها والتي يتم التلفظ بها من قِبل أشخاص المجتمع الواحد كافة.  

          وهناك مَن يَعتبر أن اللغة هي الرموز سواء المنطوقة أم غير المنطوقة كافة والتي يستخدمها جميع الأفراد في مجتمعٍ ما باعتبارها أداة من ضمن أدوات الخطاب للتعبير عن الأحداث والأفكار والمشاعر والآراء والرغبات.

          كما قد عرَّف "ديوي" اللغة أيضًا بأنها أداة تعبير وتواصل تتضمن مجموعة من الكلمات التي تَربط بينها مجموعة من العلاقات التركيبية تعمل على نقل الحضارة والثقافة عبر الأجيال.

          وقد عرَّفها "براون" بأنها عبارة عن نظام من الرموز يجعل الإنسان قادرًا على استيعاب رسائل الأفراد الآخرين وإصدار الرسائل؛ كما قد عرَّفها "ميلور" بأنها رموز مقطعية فكرية تدل على الفكر.  

          وتختلف اللغة عن الرموز، حيث إن الرموز تُعتبر نمط من أنماط الإشارات الصوتية أو الحركية المعقدة والتي قد تعارَف عليها عدد من الأشخاص مثل إشارات الأصابع واليد وغيرها، كما أن الرموز لا تسمو إلى مستوى اللغة بسبب وظائف اللغة وتركيبها.

          كما أن الحيوانات لديها القدرة على أن تستخدم الرموز ولكن ليس لديها القدرة على أن تستخدم اللغة، على عكس البشر الذين يستخدمون اللغة إنتاجًا وفهمًا.

ولقد استخدم علماء اللغة كلمة (لغة) لتشير إلى عناصر الاتصال التالية:

  • اللغة نظام للرموز:

حيث يتم استخدام المفردات من أجل الدلالة على أشياء أيًا كانت تلك الأشياء إيحاءات أم صوتيات أم إشارات، وهذه الأشياء هي الأسئلة والكلمات التي يستخدمها الأطفال في عمر من الثمانية أشهر وحتى اثنى عشر شهرًا.

  • اللغة نظام من القوانين والقواعد:

حيث إن اللغة تجمع الكلمات بأساليب معَينة من أجل أن تنتج جملًا واضحة ومقاطع ذات معنى، وتلك الأساليب يَطلَق عليها القواعد الصرفية والنحوية، والصرف والنحو يشتمل على إضافة مجموعة من الحروف مثل الألف والتاء في حالة جمع المؤنث السالم، والواو والنون في حالة جمع المذكر السالم، وتلك القدرة على إنشاء كلمات ذات معانٍ جديدة عن طريق المزاوجة بين الكلمات تُظهِر قدرة الأطفال على التواصل.

  • اللغة عملية متجددة وإبداعية:

إن الشخص المتعلم يكون لديه القدرة على إنشاء عدد غير محدود من الجمَل والمقاطع والتعبيرات التي تُظهِر إمكانياته في تنظيم الأفكار وجمع المعلومات وحل المشكلات من أجل التوصل إلى أساليب دقيقة في ترجمة عالمه.

ثانيًا: الحيوانات واللغة:

     إن علماء النفس التجريبيين قد أجروا العديد من الدراسات بهدف تعليم القرود، ولكن أكثر تلك التجارب قد باءت بالفشل في إكساب القرود اللغة بالأسلوب نفسه الذي يكتسب الإنسان من خلاله اللغة، وتوصلوا إلى أن الشمبانزي لديه ما يَقرب من 32 صوتًا متنوعًا يتمكن عن طريقه أن يتواصل مع أفراد نوعه.

     ففي إحدى التجارب الخاصة بتعليم القرود الكلام ومن خلال تدريس متواصل قد استطاع القرد "فيكي" أن ينطق فقط ثلاثة كلمات.

     وخلال تجارب أخرى، قد استطاع الشمبانزي أن يتعلم مائة واثنتي وثلاثين إشارة من الإشارات الخاصة بالبكم والصم، وقد توصل العلماء إلى أن القرود قد تمكنوا من اكتساب مجموعة من الكلمات التي كانت تتسم بمجموعة من الصفات التي تتسم بها لغة الإنسان التي منها:

-قد تمكنت القرود من ملاحظة أن اللغة لها بداية ولها نهاية.

-استطاعت القرود التفرقة بين بعض الكلمات مثل أنت، أنا.

-تمكنت القرود من أن تجيب على الأسئلة البادئة بأداة استفهام مثل مَن أنت؟، وعلى الرغم من هذا ظل التساؤل موجودًا، هل نتمكن حقيقةً من الحُكم على أن القرود أصبح لديها الإمكانية على اكتساب لغة الإنسان؟

ثالثًا: خصائص اللغة:

          إن علماء اللغة قد أجمعوا على أن اللغة لها خصائص تميزها، وهي:

-تُعتبر اللغة أهم وسيلة من وسائل الاتصال بين البشر.

-تعبِّر اللغة عن تجارب الإنسان وخبراته ومعارفه.

-تعَد اللغة إحدى وسائل نقل التراث الحضاري والثقافي والتواصل بين الأجيال المختلفة.

-قابلية اللغة للإبداع، مثلما هو الوضع في الكتابات الفنية والأدبية.

-تَحمل اللغة ضمنيًا معانٍ ومعلومات عن المكان والزمان.

-إن اللغة ذات معانٍ واضحة ومحددة في المجتمع النابعة منه.

-تتميز اللغة بأنها مركبة؛ حيث إنها تبدأ من الحرف ثم الكلمة وصولًا إلى الجملة.

-إن اللغة ذات معانٍ رمزية، وذلك لأنها لديها القدرة على أن تصف أشياء غير حاضرة في الوقت الحاضر الذي يَحدث فيه الكلام.

-تتأثر اللغة بالبيئة والمجتمع الذي يحيا فيه الشخص.

-تنقسم اللغة إلى نمطين، وهما لغة استقبالية وهي تتطلب الفهم والسمع، ولغة تعبيرية وهي تتطلب إنتاج اللغة المكتوبة والمنطوقة تبعًا لقواعد صياغة اللغة وتركيبها.

رابعًا: مراحل النمو اللغوي:

       إن الأبحاث والآراء قد توصلت إلى أن النمو اللغوي يتم مثل أي ناحية سلوكية أخرى تبعًا لمراحل متنوعة تتعلق كل مرحلة بالأخرى، حيث إنه لم يَعُد متاحًا أن يتم وصف مرحلةٍ ما بشكل منفصل عن مرحلة أخرى تسبقها.

          واللغة تمر بمجموعة من المراحل حتى تصل إلى هيئتها المعتادة التي يستطيع الأشخاص أن يستخدموها كأداة للاتصال والتعبير.

ومراحل تطور اللغة يمكِن تقسيمها إلى مرحلتين، وهما:

أولًا: مرحلة ما قبل اللغة: وتشمل السنة الأولى من العمر: وتنقسم إلى:

-الصراخ والبكاء: حيث يكون وسيلة الاتصال الوحيدة التي يستطيع الطفل الوليد ممارستها، وهي تعَد وسيلة فطرية غير مكتَسَبة، وبَعد هذا يتحول الصراخ إلى وسيلة يعبِّر بها الوليد عن شعوره بعدم الراحة أو عدم تكيُّفه، فيصير هناك صراخ خاص بالجوع وصراخ خاص بالألم وهكذا، والعلماء يؤكدون على أن صرخة الميلاد تكون بسبب اندفاع الهواء بشدة إلى الرئتين من خلال حنجرة الطفل مما يؤدي إلى اهتزاز أوتاره الصوتية.

-المناغاة: ويَقوم الطفل بممارستها في سن من ستة أشهر وحتى اثني عشر شهرًا، وتعَد المناغاة سلوك فطري يُحدِثه الأطفال في جميع أنحاء العالَم دون النظر إلى لغة معَينة، وفي الغالب يفهمها الأفراد بسُبُلٍ متنوعة، فيعتنون بها ويعملون على تدعيمها، وإظهار آيات الاستحسان والسرور لها يعمل على تحريفها حتى تصبِح كلمات لها معانٍ معَينة مع انتهاء العام الأول من عمر الطفل وابتداء العام الثاني من عمره.

ثانيًا: المرحلة اللغوية:

       وتكون مع بداية العام الثاني من عمر الطفل، حيث يَقوم الطفل باستبدال كلمات ذات معانٍ واضحة بالمناغاة، وتتضمن تلك المرحلة:

          مرحلة الكلمة الأولى: تلك المرحلة تبدأ منذ بدء العام الثاني من عمر الطفل، حيث تصل حصيلته اللغوية مع انتهاء الربع الأول من هذا العام إلى ما يَقرب من خمسين كلمة، تكون أكثرها أسماء تعبِّر عن أمور متاحة في بيئة الطفل، مثل الكلمات التي تدل على الطعام والملابس والألعاب، وأيضًا الكلمات التي تعبِّر عن أفعال مثل أكل، راح، لعب.

          وكلمات تلك المرحلة تتصف أيضًا بالتعميم الزائد، فقد يشير الطفل إلى الأشياء المستديرة أو الكروية جميعها بكلمة كرة، وتلك الظاهرة ترجع إلى عدم تمكن الطفل من إدراك وتمييز الخصائص الرئيسية التي تميز العمر، وتزول ظاهرة التعميم حينما يدرك الطفل أن الأشياء المختلفة تكون لها أسماء مختلفة.

          مرحلة الكلمتين: يتمكن الطفل في منتصف العام الثاني ونهايته من أن يقول كلمتين مع بعضهما من أجل أن يعبِّر عن الملكية كأن يقول على سبيل المثال "بابا تليفون" عندما يريد أن يقول "أبي أريد أن ألعب بالتليفون"، وأيضًا في تلك المرحلة لا يهتم الطفل بالتفصيلات غير المهمة ويستعمل الكلمات التي تتضمن المعنى المطلوب.

          مرحلة الأكثر من كلمتين: وترمز إلى تمكن الطفل من أن يصل بين ما يزيد عن كلمتين، مثل أن يَقوم الطفل بتكوين جملًا مكوَّنة من ثلاث كلمات أو ما يزيد عن ذلك من أجل أن يعبِّر عن فكرة معَينة، وتلك المرحلة تتصف بتمكن الطفل من التعريف وفقًا للعدد والجنس والزمن، فيكون الطفل متمكنًا من أن يستعمل القواعد الصرفية التي تخص جنس المخاطب أو المتكلم أو الغائب (أنثى، ذكر)، وعدده (مثنى، مفرد، جمع)، وزمن الطفل (حاضر، ماضٍ، مستقبل)، مما يدل على حدوث تطور رائع في مجال استخدام المجال اللغوي وتنظيمه، كما يدل على تطور هائل في مجال نمو قدرات الطفل العقلية، حيث يَقوم الطفل بتأليف جمل غير مألوفة بالنسبة له أو جديدة عن طريق اكتسابه للقواعد اللغوية.

خاتمة:

       وبناءً على ما تقدَّم، يتضح لنا أن اللغة مصدر مهم للكثير من الثقافات، فهي الشعاع الذي يلهم أصحابه إلى بناء المستقبل بصورة مميزة وفريدة، لذلك من الواجب على الأمة العربية كافة أن تحافظ على اللغة بسبب كونها مصدر فخر لنا، وأن نسعى نحو زيادة وعي الأجيال القادمة بأهميتها.

 

      

تابعنا على :

تعرف على خدماتنا

نقدم المساعدة الأكاديمية في أي مهمة تصعب عليكم في الرسائل ابتداء من اقتراح مواضيع الرسالة وحتى التدقيق اللغوي.

إعداد خطة البحث
إعداد خطة البحث

من خلال خطة البحث الخاصة بك ستتمكن من إقناع لجنة المناقشة سواء في الكلية أو الجامعة بأهمية البحث الخاص بك، وكذلك إذا أعددت خطة سليمة بدون أي أخطاء لغوية ستحصل علي درجة عالية جدًا في المناقشة، وهدفنا في شركة سندك للإستشارات الأكاديمية والترجمة أن نساعدك في عمل مخطط بحثي بإحترافية وتميز لتكون الأفضل بلا منازع !

اقرأ المزيد
اقتراح عنوان الدراسة
اقتراح عنوان الدراسة

يُشكِّل اقتراح عنوان الدراسة الخطوة الأولى للباحث في بداية رحلته نحو تحقيق حلمه بإتمام رسالته، ومما لا شك فيه أنَّ الكثير من الباحثين يواجهون مشكلة في صياغة واقتراح عنوان دراسة مميز ومتوافق مع المعايير الأكاديمية لجامعته.

اقرأ المزيد