أنواع التحيز في البحث العلمي وكيفية تنجبه؟

يحرص جميع الباحثين على عدم التحيز في البحث العلمي؛ حيث يلعب التحيز دورًا هامًا في تفويض موضوعية البحث العلمي وصحته، فيجب تبني المناهج العلمية الصارمة، التي تهدف إلى توضيح الأهداف، والإجراءات، والمعايير المستخدمة في البحث؛ وذلك لأن البحث العلمي يلعب دورًا حاسمًا في التطورات الحديثة؛ حيث إن البحث العلمي يحمل أهمية كبيرة في تطور المجتمعات، والتقدم العلمي والتكنولوجي.

 

التحيز هو الاستعداد أو النزعة العقلية التي تؤثر على قدرة الفرد على اتخاذ قرارات موضوعية وعادلة، ويشير التحيز إلى انحياز، أو ميول غير منصفة تجاه شخص، أو فكرة، أو مجموعة دون الاعتراف بالحقائق أو الأدلة المنطقية.

 

اقرأ أيضًا: طريقة كتابة حدود البحث العلمي وأهميتها لبحثك

 

يُشير مصطلح "التحيز" إلى الانحياز الذي يؤثر على قراراتنا واعتقاداتنا بطريقة تجعلها غير موضوعية، وقد يكون التحيز في البحث العلمي ناتجًا عن الخبرات السابقة، أو الثقافة، أو العوامل الاجتماعية التي تؤثر على تفكيرنا وتقييمنا للمعلومات، وفيما يلي بعض أسباب التحيز:

الانتماء الاجتماعي

قد يؤدي الانتماء إلى مجموعة اجتماعية معينة، مثل: العرق، أو الدين، أو الجنس، إلى تشكيل تحيز تجاه المجموعة الأخرى؛ حيث يمكن أن ينتج التحيز الذي يستند إلى الانتماء الاجتماعي عن تفضيل المجموعة التي ننتمي إليها، وتقليل قيمة المجموعات الأخرى.

 

التحيز الاعتيادي

في بعض الأحيان، يمكن أن يكون لدينا توجه نحو الأشياء التي نعتاد عليها ونعتبرها مألوفة، وقد ينشأ التحيز الاعتيادي من رغبتنا في الابتعاد عن المجهول أو الجديد، والتمسك بما هو مألوف لنا.

 

تأثير الشهادات السابقة

تؤثر الخبرات السابقة، والمعلومات التي حصلنا عليها على مر الزمن في تشكيل تصوراتنا وآراءنا، وقد يؤدي ذلك إلى التحيز عندما نحكم على المواقف الجديدة بناءً على المعرفة المحدودة التي نمتلكها، أو الاعتقادات السابقة التي تملكنا.

 

الانحياز التأكيدي

قد يتسبب الانحياز التأكيدي في رؤية الأشياء بطريقة تؤكد الاعتقادات والتصورات التي لدينا بالفعل؛ لذلك يمكن أن يتجلى هذا التحيز في تجاهل المعلومات التي تتعارض مع آراءنا، أو تشويهها لتتوافق مع معتقداتنا الحالية.

 

تأثير الوسائط الإعلامية

يمكن أن تؤثر وسائل الإعلام في تشكيل وجهات نظرنا واعتقاداتنا، وقد يتعرض الناس لتحيز؛ نتيجة تقديم الأخبار بطرق معينة، أو تصوير مجموعات معينة بطرق محددة، ويمكن أن يؤدي هذا التأثير إلى تشكيل تحيز في الاعتقادات والتصورات.

 

تعرف على: طريقة تحديد المصطلحات في البحث العلمي بدقة

 

يُشكل التحيز جزءً أساسيًا من حياتنا اليومية؛ حيث يؤثر على كيفية اتخاذنا للقرارات وتقييمنا للمواقف؛ لذلك يمكن أن يظهر التحيز في البحث العلمي بالعديد من الأشكال؛ مما يسهم في تشكيل وجهات نظرنا، ويؤثر في كيفية التفاعل مع الآخرين، وفيما يلي فحص لبعض أشكال التحيز الشائعة:

التحيز التأكيدي (Confirmation Bias)

يحدث عندما نميل إلى البحث عن المعلومات، أو الأدلة التي تؤكد معتقداتنا الحالية، أو الآراء التي نملكها بالفعل، ونتجنب بشكل غير متعمد المعلومات التي تتعارض مع اعتقاداتنا؛ حيث يحدث هذا التحيز بشكل طبيعي نظرًا لرغبتنا في الثبات على آراءنا، وتجنب التعارض الذي قد ينشأ عندما نواجه معلومات تتعارض مع معتقداتنا.

 

التحيز العرقي (Racial Bias)

يحدث عندما نميل إلى تقييم الأفراد، أو المجموعات بناءً على العرق، أو الأصل القومي، وقد يؤدي التحيز العرقي إلى تكوين اعتقادات سلبية، أو إيجابية غير مبررة تجاه مجموعات معينة بناءً على ألوان البشرة، أو الخلفيات الثقافية.

 

التحيز الجنسي (Gender Bias)

يحدث عندما نميل إلى التمييز بين الأشخاص بناءً على الجنس؛ لذلك يؤدي التحيز الجنسي إلى تقييم غير عادل لقدرات الأفراد، أو فرض توقعات محددة بناءً على الجنس.

 

التحيز الاجتماعي (Social Bias)

يحدث عندما نميل إلى الانحياز تجاه فئات اجتماعية معينة، أو الاعتقاد بالمعتقدات الشائعة في المجتمع؛ لذلك يمكن أن يكون التحيز الاجتماعي ناتجًا عن الضغوط الاجتماعية، أو الانتماء إلى مجموعة معينة.

 

التحيز الثقافي (Cultural Bias)

يحدث عندما نميل إلى الانحياز تجاه القيم، والمعتقدات، والممارسات في ثقافتنا الخاصة؛ وقد يؤدي التحيز الثقافي إلى عدم فهم أو استيعاب الثقافات الأخرى بشكل صحيح، وقد يؤثر على تقييمنا للآخرين وتفاعلنا معهم.

 

التحيز الجماعي (Group Bias)

يحدث عندما نميل إلى الانحياز تجاه المجموعات التي ننتمي إليها أو نشعر بالانتماء إليها؛ حيث يمكن أن يؤدي التحيز الجماعي إلى تكوين صورة غير عادلة عن المجموعات الأخرى، وتمييزها سلبيًا أو إيجابًا بناءً على الانتماء الجماعي.

 

التحيز الشخصي (Personal Bias)

يحدث عندما يؤثر الخبرات الشخصية، والمعتقدات الفردية، والقيود النفسية على قراراتنا وتقييمنا؛ حيث يمكن أن يكون للتحيز الشخصي تأثير كبير على رؤيتنا للعالم والأشخاص من حولنا.

 

احصل على: دليلك عن تحليل المحتوي في البحث العلمي

 

كيف يؤثر التحيز في نتائج تجربة ما؟

التحيز في البحث العلمي سواء كان ذلك ناتجًا عن العوامل الشخصية، أو الاجتماعية، يمكن أن يكون له تأثير كبير على نتائج التجارب العلمية، وفيما يلي نلقي نظرة عن كيفية تأثير التحيز في تلك النتائج:

♦عند اختيار العينة التي تشمل الأفراد، أو العناصر المدروسة في التجربة، قد يتم التحيز في اختيار هذه العينة بناءً على معايير غير علمية.

♦قد يؤدي التحيز إلى تصميم تجربة معينة بطريقة تجعل النتائج مشوهة.

♦قد ينعكس التحيز في تحليل البيانات؛ حيث يمكن أن يؤدي اختيار طرق التحليل المناسبة بشكل خاطئ إلى تفسير غير دقيق للنتائج.

♦التحيزات الاجتماعية يمكن أن تلعب دورًا في تفسير وفهم النتائج؛ بالإضافة إلي أنها تؤدي التوقعات أو القيود الاجتماعية إلى تشويه الطريقة التي يتم بها تفسير النتائج، أو حتى الطريقة التي يتم بها تقدير الجودة العلمية للتجربة.

♦يمكن أن يؤثر التحيز على كيفية تفسير الباحثين للنتائج، وقد يتجه الباحثون نحو تفسيرات تتناسب مع معتقداتهم أو توقعاتهم الشخصية.

♦في مرحلة التقرير يمكن أن يظهر التحيز في كيفية تقديم النتائج، وقد يتم التلاعب باللغة، أو تركيب الجمل؛ لتسليط الضوء على النواحي الإيجابية أو السلبية بشكل مفضل.

 

تابع قراءة موضوعنا: شاهد حصرياً نموذج خطة البحث العلمي بكافة تفاصيلها

 

عند إجراء الأبحاث العلمية، من المهم أن نسعى جاهدين للحفاظ على موضوعية وشفافية العملية البحثية، ولكن يمكن أن يؤثر التحيز في البحث العلمي على النتائج، والاستنتاجات التي نستخلصها، وإليك بعض الإرشادات التي يمكن اتباعها لتجنب التحيز في الأبحاث العلمية:

صياغة السؤال البحثي بشكل موضوعي

يجب أن يتم صياغة السؤال البحثي بشكل موضوعي ودقيق دون توجيهه نحو نتائج محددة.

 

تصميم دراسة متوازنة وشاملة

يجب أن يتم تصميم الدراسة بعناية؛ لتضمن تمثيلًا عادلًا للعينة المدروسة، وتحقيق نتائج قابلة للتعميم.

 

استخدام منهجية علمية صحيحة

يجب اتباع منهجية علمية صحيحة في إجراء البحث، بما في ذلك تحديد الفرضيات بناءً على الأدلة المتاحة.

 

الشفافية والنشر المفتوح

يجب أن يتم نشر النتائج، والمعلومات المكتسبة من البحث بشكل شفاف ومفتوح.

 

التحقق المتقدم

ينبغي أن يكون هناك تحقق متقدم، وتدقيق من قبل الأقران والمتخصصين في المجال.

 

التعامل مع التحيزات المحتملة

يجب أن نكون حذرين وواعين للتحيزات المحتملة في الأبحاث العلمية، ونسعى للتعامل معها بشكل فعال؛ حيث يمكن استخدام أدوات إحصائية وتحليلية متقدمة؛ لتحديد وتقليل التأثيرات الناتج عن التحيزات المحتملة.

 

التحقق من النتائج

يجب التحقق من النتائج؛ من خلال إجراء تجارب تكرارية واستقلالية للتأكد من صحتها واستمراريتها.

 

الوعي بالتحيزات الشخصية

يجب أن نكون على دراية بالتحيزات الشخصية التي قد تؤثر على البحث، مثل: الآراء المسبقة، والمعتقدات الشخصية.

 

مثال على التحيز

يعتبر التحيز في البحث العلمي ظاهرة تؤثر على سير البحث العلمي، وعمليات التقييم بطرق مختلفة، سنستعرض بعض الأمثلة على أشكال مختلفة من التحيز فيما يلي:

♦فرضًا أنك ترغب في إجراء دراسة حول عادات تناول الطعام لدى الشباب في مدينة معينة، وتقرر أن تجمع بياناتك عن طريق إجراء استطلاع في أحد المراكز التجارية الكبيرة في وسط المدينة.

♦لكن إذا اقتصر اختيار العينة على الشبان الذين يمضون وقتًا طويلًا في هذا المركز التجاري، قد تكون نتائج الدراسة معرضة لتحيز العينة، ربما يكون هؤلاء الشبان ذوو أنشطة اقتصادية معينة، أو يتميزون بعادات تناول طعام محددة قد لا تعكس بشكل دقيق عادات الشباب في المجتمع بأكمله.

♦في هذا المثال، تكمن المشكلة في أن العينة لا تمثل تنوع السكان بشكل جيد؛ حيث يتم اختيار الأفراد بناءً على موقعهم الجغرافي بدلًا من اعتبارات عشوائية؛ حيث إن هذا يجعل النتائج غير قادرة على التعبير بشكل دقيق عن عادات تناول الطعام لدى الشباب في المدينة بأكملها؛ وبالتالي يظهر التحيز في نتائج الدراسة.

 

لا تفوت مقالنا: شاهد نماذج أسئلة البحث العلمي مكتوبة

 

 

المصادر والمرجع

سوف تتعرف على Bias in scientific research

 

في ختام مقالنا عن التحيز في البحث العلمي، يظهر بوضوح أن التحيز يشكل تحديًا كبيرًا، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة البحث، ودقة النتائج؛ حيث إن فهم أشكال التحيز المختلفة، والعمل على تقليل تأثيرها أمر حيوي للحفاظ على موضوعية العلم وصحة الاستنتاجات، هل تريد الحصول على المزيد من المعلومات؟ كل ما عليك التواصل مع شركة سندك للاستشارات الأكاديمية تقدم لك المساعدة في كتابة البحوث الجامعية، ويمكنك التواصل معنا عبر الواتساب.