ضغوط العمل
ضغوط العمل: تعني كلمة الضغط أشياء مختلفة لمختلف الأشخاص، وعمومًا يمكِن وصف الضغط بأنه الشعور بالتوتر أو القلق أو الهم، وعلميًا تُعتبر كل هذه المشاعر إظهارًا لخبرة الضغط، وهي استجابة مبرمجة ومعقدة إلى التهديد المدرك والذي يمكِن أن يكون له نتائج إيجابية وسلبية، كما يمكِن أن نعرِّف ضغط العمل بأنه هو أسلوب متكيف يتم تهدئته من قِبل الفروق الفردية والذي يكون نتيجة لأي فعل أو موقف أو حدث، والذي يفرض طلبات خاصة على الشخص، أما الضاغط فهو حدث أو موقف خارجي يكون ضارًا بالشخص، كما تعَد ضغوط العمل هي تلك الأفعال أو المواقف أو الأحداث التي تفرض طلبات خاصة على الشخص، فقائمة الضغوط الممكِنة غير محدودة.
أنواع الضغوط:
-الضغوط الفردية،وتتمثل في: صراع الدور، العبء المنخفض، الصلابة.
-الضغوط الجماعية والتنظيمية المتعلقة بالعمل، والمتمثلة في: المشاركة، العلاقات الداخلية داخل وبين الجماعات، السياسات التنظيمية، الثقافة التنظيمية، الافتقار إلى التغذية الراجعة في الأداء، الفرص غير الملائمة لتطور المسار الوظيفي، تخفيض كمية الإنتاج، قانون موازنة الضغط (القفز من المنزل إلى الوظيفة والعكس).
-الضغوط غير المتعلقة بالعمل: وهي الأمور المتعلقة بعوامل من خارج المنظمة.
مكافحة ضغوط العمل: يتم مكافحة ضغوط العمل من خلال إحدى طريقتين، وهما:
-المكافحة التي تركز على المشكلة: وتشير إلى أفعال يتم اتخاذها من أجل التعامل المباشر مع مصدر الضغط، فمثلًا قد يتعامل العمال الذين يواجهون مديرًا غير محترم مع أسلوبه في المضايقة عن طريق التغيب عن العمل، حيث يمكِّن هذا التغيب العمال من البعد لبعض الوقت عن المدير غير المحترم.
-المكافحة التي تركز على العاطفة: وتتمثل في الخطوات التي يتخذها الشخص للتعامل مع مشاعر وعواطف الضغط، فمثلًا قد يعمل الموظفون الذين يسافرون بشكل متكرر كجزء من وظيفتهم على تخفيف مشاعر وعواطف الضغط عن طريق ممارسة التمرينات بشكل منتظم أو القراءة الخفيفة أو الخيال الموجه غير المتعلق بالعمل، وإذا نجحت هذه الأنشطة في مكافحة ضغوط العمل، فإن مشاعر وعواطف الشخص المسافر تظل تحت الفحص.
الآثار السلبية المترتبة على الغضب في العمل:
-الغلو: ففي ثورة الغضب تتحرك المشاعر، فإذا حصر الإنسان نفسه في نطاق معَين، فسوف يتصاعد غضبه، وربما بعصف العلاقة ككل مع احتدام الجدل.
-مطارحة الأفكار الزائفة/ قراءة ما بالعقل: فعندما يغضب الإنسان من شخصٍ ما، فإنه عندئذٍ يكون على استعدادٍ لأن يظن به سوءًا، وأن يفهم خطأ أنه يقصد إيذاء مشاعره.
-صفة التصنيف: هناك حاجة ماسة إلى تصنيف وفهم ما يشاهده الإنسان ويسمعه تفهمًا جيدًا، فعند الغضب ينجذب الشخص إلى التصنيف القاصر بين ما هو أبيض وما هو أسود.
-اللوم: ينتاب الإنسان شعورًا بأن مديره قد أسند إليه إحدى المهام كنوعٍ من العقاب،فربما ظن أن لو لم يتم إسناد إليه تلك المهمة الحمقاء لما تعرَّض إلى هذا المأزق، وكل هذه الطاقة التي أضاعها في إلقاء اللوم كان بإمكانه أن يستثمرها في التوصل إلى طريقة لإنهاء تلك المهمة، أو طلب المساعدة، أو تفويض زملائه للقيام ببعضها.
-الاحتواء: قد يشعر الإنسان بأن الغضب قد سيطر عليه لما يلاقيه من معاملة سيئة في العمل، مما يجعله يظن بأن المهمة كلها في غاية السوء، وقد يتملكه شعور بأنه شخص منهار في مسكنه وقد يقول لنفسه: "لو بقيت هنا أكثر من ذلك، فسوف يعاقبونني على نحوٍ أكثر".
-صلاح النفس: إذا شعر الإنسان أن مديره ليس على قدر الكفاءة اللازمة، فلا يقوم بإطلاعه على رأيه هذا، وإن كان سوف يعبِّر عن ذلك الرأي فعليه أن يعبِّر عنه بما فيه صلاح نفسه، وإلا فمن المحتمل أن يزداد الموقف اضطرابًا، وما يجعله أسوأ إذا كانت استجابة المدير غاضبة حيث يدافع عن نفسه، مما يزيد احتمالات الغضب من جانبه.
-كثرة الشكوى: إذا وجد الإنسان نفسه يشتكي دائمًا أنه من الأشخاص الذين يتم إهمالهم في المكان، فسوف يبني لنفسه سمعة بأنه إنسان كثير الشكوى، حيث يمكِن للإنسان أن يبتعد عن الغضب مؤقتًا، وأن يطلب عَقد لقاء من أجل استيضاح مهام الوظيفة.
التعبير عن الغضب بصورة لائقة:
على الرغم من أن الغضب حقيقة في حياتنا، إلا أن المطلوب هو التعبير عنه بأسلوب مثمر ليس هدامًا، حيث إنه يمكِن التعبير عنه بأساليب غير عدوانية، كما يمكِن تحويله إلى ثقة بنَّاءة، وإن التعبير عن الغضب بأسلوب سلمي يعِين الإنسان على الوصول إلى مبتغاه.
هناك فارق بين الثقة من القول والعدوان، فإن الذين يدافعون عن أنفسهم يتحلون بتلك الثقة، ولكن الذين يَجرجون الآخرين في هذا الشأن هم أشخاص عدوانيون، لذلك لا بد أن يعبِّر الإنسان عن نفسه بثقة.
وليس لزامًا أن تتصاعد مشاعر الإحباط إلى عنف، حيث إن إحدى مهام عملية الارتقاء بعقل الإنسان (الفص الأمامي للمخ) هي كبح جماح العنف الأعمى حينما لا يجدي، وفي الواقع فإن الناس (مع تلف فصوص مخهم الأمامية) يجدون صعوبة بالغة في كظم السلوك العدواني.
لذلك يجب على الإنسان إذا أحس بأن الآخرين يعاملونه معاملة سيئة، أن يتخير طريقة عملية بنَّاءة ومثمرة للتغلب على مشاعر الغضب، حيث يختار مثلًا إما التقدم بشكوى وإما الترتيب للقاء مع المدير أو الشخص الذي قام بإيذائه، وأن يقوم بمواجهته بشيء من حسن التدبير، من أجل التعامل مع الغضب بشكل فعال، فإن الإنسان يحتاج إلى كظم هذا الغضب قبل أن يقوم بمهاجمة مَن يخاطب بالكلام، من خلال الآتي:
-يكتشف من أين يَصدر الغضب الآن، وذلك بأن يسأل نفسه عن الشيء الذي يزعجه في هذا الموقف.
-يسأل نفسه عما إذا كانت هناك أية مشاعر أخرى قد طغى عليها الغضب في الواقع.
السبب في عدم التحكم في الغضب:
-الظن بأن التحكم في الغضب يتم عن طريق قوة بدنية لا يمكِن السيطرة عليها، وصحيح أن الغضب يتصل بارتفاع نسبة بعض الهرمونات لدى الإنسان، ولكن لا يصح بالضرورة أننا معرَّضون حيويًا وكيميائيًا للتعبير عن غضبنا دون قيدٍ أو تحكم.
-الظن بأن الغضب يُعتبر إحدى غرائز الإنسان، والحقيقة أننا لا نمتلك عقولًا عنيفة تجبرنا على العدوان، وصحيح أن التعبير عن الغضب يمثل جزءًا مهمًا من تاريخ تطورنا كبشر، فعندما كان يهاجم الإنسان حيوان مفترس كان الغضب يدفعه حينئذٍ إلى حالة من العراك التابعة للاستجابة بالمقاومة أو الهروب، ولكن يُقصد بتعلم كيفية المعيشة مع الآخرين أننا نحتاج إلى مدى من الخيارات أكبر من مجرد العراك أو الهروب بتوسيع مداركنا العقلية فالفص الأمامي مثلًا يمكِّننا من تنمية قدراتنا على التثبيط من دوافع الغضب.
-إن الإحباط يؤدي إلى الغضب، ولسوء الحظ افترض الناس أن هناك سلسلة من الأحداث وهي إحباط ثم غضب ثم عدوان، ولكن الإحباط لا يؤدي بالضرورة إلى الغضب، فهناك العديد من الطرق الانفعالية والسلوكية التي من خلالها نعمق الشعور بالإحباط.
كيفية إدارة الضغط التنظيمي:
-إعادة تصميم العمل من أجل تخفيض الضغط.
-تصميم برامج التدريب لإدارة ومكافحة الضغط.
-تغيير أسلوب الإدارة ليشمل مساندة وتدريب أكثر من أجل مساعدة العمال على تحقيق أهدافهم.
-مرونة أكثر في ساعات العمل، والاهتمام الموجه للتوازن بين العمل والحياة والاحتياجات مثل رعاية الصغار والكبار.
-اتصال أفضل، وممارسات تأسيس الفريق.
-تغذية راجعة أفضل عن أداء العامل وتوقعات الإدارة.