أنواع الأبحاث الأكاديمية
هناك العديد من الاتجاهات في تصنيف البحوث العلمية حيث يتم تصنيفها إلى أنواع طبقًا لمعايير متعددة مثل التصنيف على أساس ميدان العمل، حيث يتم تصنيف البحوث إلى دراسات ميدانية ومكتبية ومعملية، وعلى أساس أسلوب البحث إلى دراسات كمية وأخرى كيفية، أو على أساس ربط نوع الدراسة بالمنهج المستخدَم مثل الدراسات المسحية والدراسات التجريبية والدراسات المقارنة والدراسات التاريخية والدراسات الإحصائية، أو كما في البحوث الاتصالية تبعًا لنماذج الاتصال مثل بحوث المصدر وبحوث الرسالة وبحوث الوسيلة وبحوث الجمهور، أو على أساس المجال العلمي بصورة عامة إلى دراسات طبيعية وأخرى اجتماعية وإنسانية، وهذه التصنيفات يمكِن أن تتعدد بتعدد المعايير التي يَقوم على أساسها التصنيف، وفي الدراسات الإنسانية والاجتماعية غالبًا ما يتم استخدام البحوث المسحية والتي يتم تصنيفها إلى ثلاثة أصناف رئيسية على النحو التالي:
أولًا: تنقسم الأبحاث من ناحية مجال الدراسة إلى: المسوح العامة والمسوح الخاصة أو المحددة.
ثانيًا: تنقسم الأبحاث من ناحية المجال البشري إلى: المسوح الشاملة والمسح بطريقة العينة.
ثالثًا: تنقسم الأبحاث من الناحية الزمنية إلى: المسوح القبلية والمسوح الدورية والمسوح البعدية.
رابعًا: تنقسم الأبحاث وفقًا لطبيعتها ودوافع البحث إلى: أبحاث تطبيقية وأبحاث بحتة أو أساسية.
خامسًا: تنقسم الأبحاث وفقًا لأساليب البحث ومناهجه التي يتم استخدامها إلى: أبحاث وصفية وأبحاث تاريخية وأبحاث تجريبية.
سادسًا: يتم تصنيف البحوث العلمية وفقًا للهدف إلى: البحث التطبيقي وبحث التطوير والبحث الأساسي وبحث التقويم والبحث الإجرائي.
سابعًا: يمكِن تصنيف الأبحاث تبعًا لأسلوب الإجراء إلى: الأسلوب التاريخي والأسلوب التجريبي ودراسة الحالة والأسلوب الوصفي وأسلوب تحليل النظم.
ثامنًا: البحث النظري (الأساسي) والبحث التطبيقي، ويمكِن توضيحهما على النحو التالي:
-
البحث النظري (الأساسي):يهدف هذا النوع من الأبحاث إلى التوصل للحقيقة وتطوير المفاهيم النظرية ومحاولة تعميم نتائجها بغض النظر عن فوائد البحث ونتائجه، ويجب على الباحث في هذا المجال أن يكون ملمًا بالمفاهيم والافتراضات وما تم إجراؤه من قِبل الآخرين للوصول إلى المعرفة حول مشكلة معَينة.
-
البحث التطبيقي: يطلَق مسمى البحث التطبيقي على ذلك النمط من البحوث التي يَقوم بها الباحثون بغرض استخدام نتائجها في حلا لمشكلات الحالية، وتغطي العديد من التخصصات الإنسانية كالإدارة والتربية والتعليم والاقتصاد والاجتماع، ويهدف البحث التطبيقي إلى معالجة مشكلات قائمة لدى المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية بَعد تحديد المشكلات والتحقق من دقة مسبباتها وصحتها والسعي نحو حلها وصولًا إلى نتائج وتوصيات تشارك في التخفيف من حدة تلك المشكلات، مثل الأبحاث المتعلقة بالتسويق التي تَقوم بها الشركات، وأبحاث منظمة الصحة العالمية، والأبحاث المتعلقة بالرضا الوظيفي، وأبحاث البنك الدولي حول الدول النامية، والأبحاث الخاصة بالمرأة.
وينبغي الإشارة إلى أنه يكون من الصعب في بعض الأحيان الفصل بين الأبحاث التطبيقية والأبحاث النظرية، وذلك نظرًا للعلاقة التكاملية التي تَجمعهما، حيث تعتمد الأبحاث التطبيقية في أغلب الأحيان على بناء أسئلتها وفرضياتها استنادًا إلى مختلَف الأطر النظرية المتوافرة المرجوة، كما أن الأبحاث النظرية في الوقت نفسه تستفيد بصورة مباشرة أو غير مباشرة من النتائج التي تصل إليها الدراسات التطبيقية عن طريق إعادة النظر في أهدافها النظرية من أجل تكييفها مع الواقع.
الأبحاث الأكاديمية:
هي الأبحاث التي يتم إجراؤها في الجامعات والمعاهد ومختلف المؤسسات الأكاديمية، سواء ما يخص الطلاب وخاصة طلاب الدراسات العليا أو أعضاء هيئة التدريس.
تصنيفات الأبحاث الأكاديمية:
تعَد الأبحاث الأكاديمية عمومًا هي أقرب ما يكون إلى الأبحاث الأساسية النظرية منها إلى التطبيقية، ولكن ذلك لا يمنع من الاستفادة من نتائجها وتطبيقها فيما بَعد، والجانب المهم في هذا النمط من الأبحاث أنها غير ملزمة التطبيق حتى ولو كانت أبحاثًا أكاديمية تجريبية أو ميدانية، ولكن قد يتم الاستفادة منها ومن توصياتها ونتائجها فيما بَعد،ويمكِن تصنيف الأبحاث الأكاديمية إلى عدة شرائح ومستويات، وهي:
-
الأبحاث الجامعية الأولية: وهذه الأبحاث تكون أقرب إلى التقارير منها إلى الأبحاث، حيث يتطلب من طلبة المراحل الجامعية الأولية وخاصة الصفوف المنتهية كتابة بحثٍ للتخرج.
-
أبحاث الدراسات العليا: وتتعدد أنواعها مثل رسائل الدبلوم العالي ورسائل الدكتوراه ورسائل الماجستير التي يتفرغ فيها الطالب فترة معَينة بَعد اختياره لموضوع بحثه ووضع الأسس اللازمة له وتعيين مشرف له.
-
أبحاث أعضاء هيئة التدريس: يُطلَب من أساتذة الجامعات والمعاهد كتابة أبحاث بغرض تقييمهم وترقياتهم إلى درجات علمية أعلى (مدرس، أستاذ مساعد، أستاذ)، وكذلك أبحاث أخرى بغرض اشتراكهم في مؤتمرات علمية داخلية أو خارجية، ونشرها في دوريات علمية رصينة.
المنهجية اللازم أتباعها في كتابة الأبحاث الأكاديمية:
-
تحديد عنوان البحث الأكاديمي وموضوعه: تعَد هذه النقطة هي أول وأهم نقطة في البحث الأكاديمي، كما يمكِن القول أنها نقطة الانطلاق، وهو أمر ليس سهلًا حيث أنه ليس هناك نص مؤكَّد يوضح كيفية العثور على أفضل مشكلة يختارها الباحث ليجعلها محورًا لبحثه، ولكن هناك بعض النقاط يجب أن يضعها الباحث في اعتباره أثناء اختياره لموضوع بحثه الأكاديمي، وهي درجة أهمية موضوع البحث الأكاديمي الذي يَرغب الباحث في التعمق في البحث فيه، ومراجعة الأبحاث التي تناولت هذا الموضوع من قَبل ومعرفة ما توصلت إليه، ومدى الفائدة التي سوف تَنتج عن هذا البحث أو مدى الإضافة التي سوف يضيفها إلى صرح العلم.
-
تحديد طبيعة مشكلة البحث الأكاديمي وصياغتها: وهذه الخطوة تعني تحديد سبب القيام بالبحث وما مدى الغموض المطلوب من الباحث الكشف عنه.
-
تحديد التصميم الملائم للبحث، واختيار المنهج المناسب والأدوات التي يتم استخدامها في إطار المنهج: ويُعنى بذلك تحديد نوعية البحث والمنهج الذي سوف يتم استخدامه بما يتضمن عليه من خطوات ضرورية تؤدي في النهاية إلى تحقيق أهداف البحث، واختيار المنهج الصحيح يعتمد على طبيعة مشكلة البحث نفسها، ذلك لأن المشاكل المختلفة لا يتم حلها بالطريقة نفسها، كما أن البيانات المطلوبة للمعاونة في الحل تختلف بالنسبة لهذه المشاكل أيضًا.
-
مراجعة الأدبيات: تعني هذه المرحلة مراجعة الأدبيات التي تناولت موضوع البحث من قَبل كافة، وخلال القيام بهذه المرحلة يتمكن الباحث من تحديد ما يمكِن أن يضيفه من خلال بحثه.
-
توثيق المصادر والمراجع المتعلقة بالمعلومات التي سوف يستخدمها الباحث في بحثه الأكاديمي.
-
جمع الأفكار وربطها وتنظيمها: في هذه المرحلة يرتب الباحث المعلومات والبيانات التي حصل عليها من المراجع والمصادر بشكلٍ متسلسل ومتناسق وصريح وواضح، حيث يَقوم بترتيبها وفقًا للآتي: المقدمة، والمحتوى والمضمون، والخاتمة، والمصادر والمراجع، وقائمة جداول مستخدمة في البحث، والمرفقات والملاحق.