ما هي أنواع التدقيق اللغوي
مفهوم التدقيق اللغوي:
هو عملية مسح وفحص للنص المكتوب من أجل التأكد من أنه صحيح وخالٍ من الأخطاء ومتوافق مع القواعد اللغوية سواء النحوية أو الصرفية أو الأسلوبية أو الإملائية، والقيام باستخراج تلك الأخطاء في حالة وجودها في النص من أجل أن يكون النص خاليًا من أي شوائب لغوية قد تكون به، وعملية التدقيق اللغوي عملية يجب العناية بها وأخذها بعين الاعتبار، حيث أن النص الخاضع لعملية التدقيق اللغوي يكون له فرصة الانتشار بصورة أكبر من النص غير المدقق لغويًا.
أنواع التدقيق اللغوي وتصنيفاته:
تتعدد أنواع التدقيق اللغوي وتصنيفاته، ومنها: التدقيق اللغوي للأبحاث العلمية، والتدقيق اللغوي لكتب وأبحاث التربية، والتدقيق اللغوي للمحتوى الإذاعي والصحفي، والتدقيق اللغوي لأبحاث الماجستير والدكتوراه، والتدقيق اللغوي للكتب والروايات والشعر، والتدقيق اللغوي للمقالات العلمية والأدبية، والنصوص المكتوبة كافة لا بد أن تخضع لعملية التدقيق اللغوي.
قواعد التدقيق اللغوي:
-تدقيق الأخطاء النحوية: المتمثلة في نصب جمع المذكر السالم بالياء، وصرف الممنوع من الصرف، وعدم نصب المفعول به.
-تدقيق الأخطاء الإملائية: تتمثل الأخطاء الإملائية التي يَقوم المدقق اللغوي بتصحيحها فيأخطاء التصحيف، والخطأ في استعمال همزتي القطع والوصل.
-الاهتمام بالمصطلحات العلمية: حيث أن تدقيق المصطلحات العلمية يتطلب مدققًا مختصًا في المجال الذي يتم تدقيقه.
-قيام المدقق بمراجعة النص الذي قام بتدقيقه، وذلك من أجل التأكد من أن النص لا يشتمل على أي أخطاء إملائية أو نحوية أو صرفية أو أسلوبية.
-التمهل والتريث وعدم اللجوء إلى السرعة أثناء القيام بعملية التدقيق اللغوي، وذلك لأن عملية التدقيق اللغوي تتطلب مزيدًا من الهدوء والتأني.
المهارات التي يجب أن يتحلى بها المدقق اللغوي:
-المهارات اللغوية: إن أهم مهارة يجب أن تكون متوفرة لدى المدقق اللغوي هي مهارة إتقان اللغة التي يتولى أمر تدقيقها، وهذا يعني أن يكون ملمًا بقواعدها كافة.
-القدرة على التركيز: إن عملية التدقيق اللغوي تتطلب من المدقق أن يتمتع بمستوى تركيز مرتفع، وبالتالي يجب على المدقق أن يوفر لنفسه جوًا هادئًا بعيدًا عن التلوث الضوضائي حتى يتمكن من القيام بعمله بأعلى مستوى ممكِن من التركيز.
-الخبرة الكافية: يجب أن يتمتع المدقق اللغوي بالخبرة في مجال التدقيق اللغوي، حيث تساعد الخبرة المدقق على سرعة التعرف إلى الأخطاء الشائعة
-الثقافة الواسعة: يجب أن يتحلى المدقق اللغوي بثقافة كبيرة في المجالات المختلفة، وخاصة في المجال الذي يتخصص في تدقيقه، ذلك أن الثقافة الواسعة تُعتبر من أساسيات وضروريات التدقيق اللغوي.
أدوار التدقيق اللغوي:
يَقوم التدقيق اللغوي بالكثير من الأدوار تتضمن العثور على الأخطاء اللغوية ومن ثم تصحيحها قبل أن يتم تقديم البحث أو الدراسة للنشر، وتتمثل أدوار التدقيق اللغوي في الآتي:
-تدقيق أخطاء النصوص الإملائية: المتمثلة في التهجئة الصحيحة للحروف التي تتكون منها الكلمات.
-تدقيق أخطاء النصوص الصرفية: المتمثلة في صياغة الكلمات وفقًا للتفعيلات المتعارَف عليها في علم الصرف، وأيضًا الأخطاء المتعلقة بالمؤنث والمذكر، والأخطاء الخاصة بإسناد الأفعال.
-إخراج النص المكتوب إخراجًا لائقًا، والتأكد من أنه لا يتضمن أي أخطاء، والعناية بتنسيقه تنسيقًا جيدًا.
-تدقيق أخطاء النصوص النحوية: حيث يَقوم المدقق بالتحقق من موقع الكلمات الإعرابي، واتخاذ كل كلمة حقها من الرفع أو الجر أو النصب.
-زيادة إقبال القراء على شراء الكتاب إذا كان عملًا أدبيًا، أو ارتفاع مكانة المؤلَّف وعلو درجته في حالة إذا كانت رسالة ماجستير أو دكتوراه أو عملًا أكاديميًا.
الأخلاقيات التي يجب أن يتحلى بها المدقق اللغوي:
-الأمانة: إن الأمانة لا بد أن تتوفر في أي عمل وخاصة في عمل المدقق اللغوي، حيث أن الأمانة بالنسبة للمدقق اللغوي لا تقتصر على أداء عمله على أكمل وجه أو تسليم العمل في الوقت الذي تم الاتفاق عليه، بل تتعدى ذلك إلى أمرٍ أكثر أهمية يتمثل في حفظ الأسرار الخاصة بالعمل، حيث أنه من المتعارَف عليه أن المدقق يتعامل مع مؤلَّفات قام المؤلف بإبداعها فيتطلب ذلك حرصًا من المدقق اللغوي على السرية والكتمان ومراعاة الأمانة.
-الالتزام بموعد التسليم: إن موعد تسليم العمل في مهنة التدقيق اللغوي أمر مهم للغاية، حيث إن عدم الالتزام بموعد التسليم قد يسبب للعميل مشاكل فادحة خاصة إذا كان طالب ماجستير أو دكتوراه؛ وإن الالتزام بموعد التسليم المحدد يجعل العملاء يثقون في المدقق.
-حسن الخلق: يتعامل المدقق اللغوي مع طبقة راقية من المثقفين والكتَّاب وطلبة الماجستير والدكتوراه والأكاديميين والشعراء، والتعامل مع المثقفين يتطلب التحلي بالفطنة والذكاء وطول البال وحسن الخطاب.
-التواضع العلمي: إن أي عمل بشري وارد الخطأ فيه، فقد يقع المدقق اللغوي في الخطأ حتى لو كان بارعًا متمكنًا من مهنته، حيث أن اللغة العربية بحر لا ساحل له، وقد قال الإمام الشافعي -رضي الله عنه- "لا يحيط بالعربية إلا نبي"، فيجب على المدقق اللغوي إذا وقع في خطأ ما أن يعترف به ولا يكابر ولا يجادل في الخطأ.
أسس ومعايير اختيار المدقق اللغوي:
-المؤهل العلمي: يجب أن يكون المدقق اللغوي حاملًا لشهادة في اللغة العربية وعلومها وآدابها.
-الخبرة: تتوقف أهمية عامل الخبرة في مجال التدقيق اللغوي على نوع النص الذي يتم تدقيقه ودرجة صعوبته، فمن المؤكد أن النصوص المتخصصة أصعب من النصوص العامة.
-الاختبار العملي: مهما بلغت خبرة المدقق اللغوي وشهاداته العلمية، فمن غير الصحيح أن يتم الاعتماد عليها فقط بل لا بد من إجراء اختبار عملي له للتأكد من مهاراته العملية ومدى كفاءته.
خطوات التدقيق اللغوي:
-التفريق بين الياء والألف المقصورة في نهاية الكلمة.
-التحقق من صحة المعاني الموجودة في النص.
-التحقق من مراعاة النص للقواعد النحوية والصرفية.
-التفرقة بين همزة القطع وألف الوصل في الكلمات.
-مراعاة وضع علامات الترقيم في مواضعها الصحيحة.
-مراعاة الفصل بين كل فقرة والأخرى، حيث أن طول الفقرات يبعث في نفس القارئ الملل.