تواصل معنا علي

+201093747551

أرسل إستفسارك علي

info@sanadkk.com

تابعنا على تويتر

إطلب خدمة
مفهوم صعوبات التعلم

مفهوم صعوبات التعلم

الكاتب : أ/ ألاء مصطفى
مشاهدات : 2285 مرة
شارك مع أصدقائك :
فهرس المقال

مفهوم صعوبات التعلم

مقدمة:

          سوف نتحدث في ذلك المقال عن صعوبات التعلم التي تنتج بسبب عدم كفاءة الأداء الدراسي، حيث إنها تعَد من المشكلات المهمة التي تقابل مجموعة من الأسَر التي تود أن يصبِح أطفالها من الطلاب الفائقين، وعدم كفاءة الأداء الدراسي لدى كل من المراهقين والأطفال يرجع لأسباب متعددة منها المشاكل الأسَرية التي قد يتعرض لها البعض، ومنها اضطراب المجتمع المحيط بالفرد، ومنها أيضًا انخفاض نسبة الذكاء لديهم.

مفهوم صعوبات التعلم:

          تُعتبر أهم الأمور التي يركز عليها أي باحث يرغب في دراسة أي مفهوم أو مجال علمي هي التوصل إلى معنى ذلك المفهوم الدقيق، والذي سيساعده في توفير إطار علمي مميز من أجل ضبط حركة بحثه، ومجال صعوبات التعلم مثل أي مجال بحثي آخر نجد أنه قد تعرَّض لعدة تعريفات والأوصاف الدقيقة لمختلَف أنواع السلوك التي تخص الأفراد الذين يعانون من صعوبات التعلم.

          وسوف نستعرض فيما يلي مجموعة من التعريفات الخاصة بصعوبات التعلم في كل من البيئات العربية والأجنبية، حتى نكوِّن لدى القارئ فكرة متكاملة عن مفهوم صعوبات التعلم.

          يمكِن تصنيف صعوبات التعلم إلى أربعة أنماط كالآتي:

-تعريفات تربوية.

-تعريفات طبية.

-تعريفات فسيولوجية ونيورولوجية.

-تعريفات فيدرالية (المؤسسات أو الهيئات).

أولًا: التعريفات التربوية:

       قد قدَّمت باتمان تعريفًا للأطفال ذوي صعوبات التعلم مشتملًا على فكرة محك التباعد بين التحصيل الدراسي والإمكانيات العقلية، وهذا التعريف قد نص على أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم هم الذين يَظهر لديهم تباعد تربوي دالي بين مستوى أدائهم الفعلي وإمكانياتهم العقلية، ويتعلق هذا باضطرابات رئيسية في عمليات التعلم، حيث قد يصاحبها اضطرابات وظيفية في الجهاز العصبي المركزي أو لا يصاحبها، والتي لا يكون سببها حرمان ثقافي أو تربوي أو تأخر عقلي عام أو فقدان حسي أو اضطرابات انفعالية حادة.  

          وهاري ولامب قد أشار إلى الطفل ذي صعوبات التعلم بأنه يعاني من صعوبةٍ ما أو أكثر، وذلك بالمقارنة مع أقرانه في العمر نفسه، كما أنه لا يكون متمكنًا من أن يستفيد من الخبرات التي تحيط به في المدرسة.

          كما قد عرَّف عادل الأشول صعوبات التعلم بأنها نقص في القدرة أو الإنجاز لدى بعض الأشخاص في مجال تعليمي محدد، وذلك إذا تم مقارنته بقدرة أو إنجاز الأشخاص الذين تتشابه قدراتهم العقلية معهم، وهذا يَعود إلى حدوث اضطرابات في العمليات النفسية الخاصة باستخدام اللغة سواء المنطوقة أو المكتوبة.

          وقد أوضح سيد أحمد عثمان أن الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم هم الذين لا يتمكنون من الاستفادة من الخبرات التعليمية المحيطة بهم سواء كانت خارج الفصل الدراسي أو داخله، ولا يتمكنون من أن يصلوا إلى مستوى زملائهم، وذلك باستبعاد الطلاب ذوي الإعاقات الجسمية والعقلية، والذين يعانون من مشكلات في البصر والسمع.

          ويذكر كرسيني أن صعوبات التعلم عبارة عن عدم تمكن الشخص من الاستفادة من البرامج التربوية العادية بالرغم من أنه يمتلك قدرات عقلية عادية ولا يكون ظاهرًا عليه أي مظهر خاص بالاختلالات العصبية أو الفسيولوجية، ويكون تواصله مع الآخرين صعبًا من الجهة اللغوية أو التعبيرية، ولا يكون متمكنًا من إتمام عملية القراءة أو إجراء العمليات الحسابية في ضوء المنهج الدراسي الخاص بمرحلته العمرية، وقد يكون هذا في أي مستوى اجتماعي أو اقتصادي أو أي مرحلة عمرية.

          وقد أشار ليون إلى مفهوم صعوبات التعلم بأنه اضطراب حادث في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية المتضمنة فهم اللغة المكتوبة أو المقروءة واستخدامها، والتي قد تتضح في عدم تمكن الشخص بصورة تامة من الاستماع، القراءة، التهجي، التحدث، الكتابة، الأفازيا النمائية، إجراء العمليات الحسابية، كما أن المصطلح لا يتضمن الأطفال ذوي صعوبات التعلم الناتجة بشكل رئيسي بسبب إعاقات سمعية، بصرية، إدراكية، أو اضطراب انفعالي، أو تخلف عقلي، أو عدم ملاءمة ثقافية أو بيئية أو ثقافية، أو اضطراب انفعالي.

          كما يؤكد محمد غنيم وكمال عطية على أن صعوبات التعلم هي مفهوم يَقوم بوصف عدد من الطلاب ذوي الذكاء العادي/ فوق المتوسط أو المتوسط، الذين لا يتناسب مستوى تحصيلهم الأكاديمي المنخفض مع المستوى المتوقَّع منهم، ولا يشتكون من إعاقات بدنية أو حسية أو اضطرابات انفعالية، ولا يستطيعون أن يتعلموا في الظروف الطبيعية.

          وقد أوضح محمد عدس أن صعوبات التعلم تعبِّر عن الفرد الذي يعاني من اضطرابات في واحدة أو أكثر من العمليات السلوكية حين يتعلم القراءة أو الكتابة أو عندما يستخدم اللغة الشفهية، والتي تتضح في عدم تمكنه من التفكير أو التحدث أو القيام بالعمليات الحسابية أو الاستماع أو الكتابة، وذلك يتضمن مجموعة من الحالات مثل تلف المخ أو صعوبة الإدراك.

          وقدم فؤاد أبو حطب وآمال صادق تعريفًا خاصًا بصعوبات التعلم قد نص على أنها تشير إلى عدم القدرة على التعلم Learning Disabilities ، ويعَد نوع من أنواع الإعاقة الشديدة يجعل مَن يعاني منه يدخل تحت بند الفئات التي تحتاج التربية الخاصة.

          والسرطاوي أكد على أن صعوبات التعلم هي عبارة عن حالة مزمنة عصبية المنشأ تؤثر في استخدام أو تكامل أو نمو المهارات اللفظية أو المهارات غير اللفظية، وصعوبات التعلم الخاصة تتضح لدى الأشخاص الذين لديهم درجات متوسطة أو عالية من الذكاء، وأجهزة حركية وحسية طبيعية، ويوجَد لديهم فرص التعلم الملائمة، وتتنوع آثار تلك الصعوبات على تقييم الشخص لنفسه وعلى أنشطته المهنية والتربوية والاجتماعية وأنشطة الحياة الطبيعية على تنوع درجات هذه الصعوبات.

          وعبد العزيز عبد الجبار يرى أن صعوبات التعلم عبارة عن مصطلح يعبِّر عن اضطراب واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الرئيسية الخاصة باستيعاب أو استخدام اللغة المكتوبة أو المنطوقة، ويتضح هذا في عدم تمكن الفرد من الكلام أو الكتابة أو القيام بالعمليات الحسابية أو الاستماع أو القراءة أو التهجئة، وقد يَعود ذلك الاضطراب إلى إصابة في المخ، أو عدم استطاعة القراءة، إعاقة في الإدراك، خلل مخي بسيط، عدم استطاعة الكلام، كما أنه يتم استبعاد من ذلك المصطلح الأطفال الذين يعانون من إعاقة حركية أو سمعية أو بصرية، أو تخلف عقلي، أو حرمان بيئي وثقافي، أو اضطراب سلوكي.

           وآيات عبد المجيد قد أشارت لمفهوم صعوبات التعلم على أنه مصطلح خاص بالأفراد المتعلمين الذين لا يتمكنون من الاستفادة من المعلومات والأنشطة سواء في خارج الفصل الدراسي أو في داخله، كما أنهم غير قادرين على أن يصبِحوا متمكنين مثل الطلبة العاديين، وهذا يرجع إلى ضَعف في العمليات الرئيسية مثل المهارات الحركية.

          وصالح هارون قد ذكر أن صعوبات التعلم تعني الأفراد الذين يكون لديهم اضطرابات في عملية من العمليات النفسية الرئيسية أو أكثر التي تشمل استعمال اللغة المنطوقة والمكتوبة واستيعابها، والتي قد تتضح في اضطرابات الحساب والقراءة والتفكير والتهجي والكلام والسمع، والتي تُعزى إلى أسباب لا تتعلق بالإعاقات البصرية أو السمعية أو العقلية أو أي إعاقة أخرى.

          ونبيل حافظ قد عرَّف صعوبات التعلم بأنها عبارة عن اضطراب في العمليات النفسية أو العقلية الرئيسية التي تتضمن التذكر والإدراك والانتباه وتكوين المفهوم، وحل المشكلات يتضح في عدم إمكانية الفرد من تعلم الكتابة والقراءة والحساب، وما ينتج عن ذلك سواء كان في المدرسة الابتدائية أو فيما بَعد ذلك من ضَعفٍ في تعلم مختلَف المواد الدراسية.

          وفردوس الكنزى قد قدَّمت تعريفًا خاصًا بصعوبات التعلم قد نص على أنهم هم الطلاب الذين يجدون صعوبة أو أكثر في التحصيل والعمليات العقلية، ولا يتمكنون من الاستفادة من مختلَف النشاطات التعليمية التي تتم في الفصل الدراسي، وذلك المصطلح لا يشمل الإعاقات العقلية والبصرية والسمعية والحركية، والإصابات المخية.

ثانيًا: التعريفات الطبية:

       قد أشار كليمنتس إلى أن مصطلح الخلل الوظيفي المخي البسيط يختص بالأطفال الذين درجاتهم على مقياس الذكاء متوسطة أو أعلى من المتوسطة، والذين تقابلهم صعوبات تعلم تتعلق باضطرابات في وظائف الجهاز العصبي المركزي، وتلك الاضطرابات تتضح في هيئة تركيبات متنوعة من ضَعف الإدراك، وفي اللغة، وفي الوظائف الحركية، وفي تكوين المفاهيم، وفي الذاكرة.

          وبراون وآخرون قد عرَّفوا صعوبات التعلم على أنها عبارة عن اضطراب في عملية نفسية رئيسية أو أكثر من العمليات التي تتضمن استعمال اللغة كتابة أو نطقًا والاستيعاب، وتتضح في اضطراب القدرة على الحساب والقراءة والتفكير والكتابة والكلام والاستماع، ويتضمن المصطلح المظاهر الدالة على الإعاقة الإدراكية، والحد الأدنى لخلل المخ، والأفازيا النمائية، وإصابات المخ، والعسر القرائي.

          في حيث إن إبراهام قد أوضح أن صعوبات التعلم هي خلل في الوظائف التي يَقوم بها الجهاز العصبي المركزي، ويُقصَد بها عدد غير منسجم من الحالات والتي ليست ذات هدف واحد أو فئة واحدة، وتلك الفئة تتسم بمجموعة مختلفة أو متعددة من الصفات، كما أنهم يتضح لديهم تباين في مستوى التحصيل والقدرات العقلية والفشل في مجموعة من المهام وليس في جميع القدرات التعليمية أو التحصيلية، وأساليب إعدادهم للمعلومات تكون غير كافية.  

ثالثًا: تعريفات فسيولوجية ونيورولوجية:

       ذلك النمط من التعريفات يحتوي على التعريفات التي عُنِيَت عناية كبيرة بعلاقة الجهاز العصبي المركزي بصعوبات التعلم، وسوف نستعرض بعضًا من تلك التعريفات كالآتي:  

          قد أشار هالاهان وكوفمان إلى أن صموئيل كيرك يُعتبر هو صاحب الريادة في وضع تعريف خاص بصعوبات التعلم، وقد نص تعريفه على أن مفهوم صعوبات التعلم يعبِّر عن الاضطرابات أو التأخر في واحدة أو أكثر من العمليات المتعلقة بالكلام، القراءة، الحساب، اللغة، الكتابة، أو أي مادة دراسية أخرى، وهذا بسبب احتمالية وجود اضطرابات سلوكية أو انفعالية أو خلل مخي وظيفي، وذلك التأخر لا يكون بسبب التخلف العقلي أو العوامل التعليمية أو الثقافية أو التأخر الأكاديمي أو الحرمان الحسي.

          والسيد عبد الحميد قد قدَّم تعريفًا لمصطلح صعوبات التعلم قد نص على أنه مجموعة من الأفراد غير المتجانسين في الفصل العادي من فئة متوسطي الذكاء أو فوق المتوسط يعانون من بعض الاضطرابات في العمليات النفسية، وآثارها تتضح في اختلاف التحصيل الدراسي المتوقَّع منهم وتحصيلهم الفعلي في استيعاب اللغة وفهمها وفي باقي المجالات الأكاديمية، وتلك الاضطرابات تكون بسبب خلل حادث في الجهاز العصبي المركزي، وصعوبات التعلم لا تكون بسبب إعاقة بدنية أو حسية، كما أنهم لا يعانون حرمانًا بيئيًا سواء كان هذا الحرمان اقتصاديًا أم ثقافيًا أم نقصًا في فرص التعلم، كما أن صعوبات التعلم تلك لا تكون بسبب اضطرابات نفسية شديدة.

          وسليمان عبد الواحد قد عرَّف صعوبات التعلم على أنها مجموعة أشخاص غير متجانسة في الفصل الدراسي العادي يكون هناك تباعد جلي بين الأداء المتوقَّع منهم وبين أدائهم الواقعي في أي من المجالات الأكاديمية، والصعوبة قد ترجع إلى تحكم أحد شقي المخ الكرويين في الوظائف الحيوية، وأيضًا هؤلاء الأشخاص لا يشتكون من مشكلات حسية تتمثل في مشكلات بصرية أو سمعية أو حركية، كما أنهم غير متخلفين عقليًا ولا يعيشون حرمانًا بيئيًا اقتصاديًا أو ثقافيًا أو تعليميًا، كما أنهم لا يعانون من اعتلال صحي أو اضطرابات انفعالية حادة.

رابعًا: التعريفات الفيدرالية (المؤسسات أو الهيئات):

          لقد تم إصدار عدد من التعريفات الفيدرالية بهدف إيضاح مفهوم صعوبات التعلم، وسوف نستعرض مجموعة من تلك التعريفات كالآتي:

(1) تعريف اللجنة الوطنية الاستثمارية للأطفال المعوقين (1977):National Advisory Committee for Handicapped Children

       هذا التعريف قد أصدرته اللجنة الوطنية الاستشارية للأطفال المعوقين عن مرسوم بقانون تحت (91 - 230) عام (1968) لتعريف صعوبات التعلم، وبسبب الانتقادات الكثيرة التي قد تم توجيهها لها قد تم تعديله في 29 نوفمبر بقانون (94 - 142) عام (1977)، وقد أشار إلى أن صعوبات التعلم عبارة عن اضطرابات في عملية نفسية رئيسية أو أكثر من العمليات الخاصة باستيعاب اللغة المكتوبة أو المنطوقة واستعمالها، وإن تلك الاضطرابات تتمثل في عدم قدرة الطفل على أن يفكر أو يكتب أو يحسب أو يستمع أو يتكلم أو يتهجى، كما أن التعريف يتضمن مظاهر إصابة المخ والعسر القرائي والإعاقة الإدراكية والخلل البسيط في وظائف المخ والأفازيا النمائية، ولا يتضمن التعريف الأطفال الذين يعانون من مشاكل في التعلم والتي تُعزى إلى الإعاقات البصرية أو السمعية أو البدنية أو الأطفال ذوي العيوب الثقافية أو البيئية أو الاقتصادية أو التخلف العقلي.

(2) تعريف الهيئة الوطنية المشتركة لصعوبات التعلم (1981): Tianal Joint Committee on learning Disabilities (1981) National

       ذلك التعريف ظهر بسبب الانتقادات التي واجهها التعريف الفيدرالي الذي صدر عام (1977), والهيئة الوطنية المشتركة التي تكونت من ست هيئات قد رأت أنه من الأفضل أن يتم وضع تعريف من أجل تجنب السلبيات الموجودة في التعريف السابق، وقد نص التعريف الذي تم تعديله على أن صعوبات التعلم هي مجموعة اضطرابات غير متجانسة تتضح في المشاكل الخاصة بمجالات الحديث والكتابة وإجراء العمليات الحسابية والاستماع والقراءة والاستدلال، والتي تكون كامنة في الشخص، والتي تُعزى إلى خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي، والتي تكون مصاحَبة بمجموعة من الإعاقات مثل التأخر العقلي، الإعاقة الحسية، الاضطرابات الانفعالية الشديدة، أو بمجموعة من العوامل البيئية مثل التعليم غير المناسب والفروق الثقافية، إلا إنها لا ترجع بشكل مباشر إلى هذه الظروف.

(3) تعريف اللجنة القومية ( الوطنية) المشتركة (1994): (NJCLD)

       قد قامت اللجنة الوطنية المشتركة لصعوبات التعلم  (NJCLD)في عام 1994 بعمل تعديلات قد ارتأت أنها لازمة على التعريف التي أصدرته من قَبل عام (1981)، والذي اشتمل على مجموعة من المشاكل السلوكية التي تتعلق بصعوبات التعلم أو تصاحبها مثل مشكلات الإدراك الاجتماعي، ومشكلات الضبط الذاتي للسلوك، ومشكلات التفاعل؛ وذلك التعريف قد أشار إلى أن صعوبات التعلم ما هي إلا مجموعة اضطرابات غير متجانسة تعبِّر عن ذاتها من خلال صعوبة واضحة في الكلام، الكتابة، القدرات العقلية، السمع، القراءة، الاستدلال، وتلك الاضطرابات قد تُعزى إلى اضطرابات موجودة في الجهاز العصبي المركزي، وهذه الاضطرابات قد تَحدث طيلة حياة الشخص، وقد يصاحبها اضطرابًا في الإدراك والسلوك الاجتماعي.

          ووفقًا لما تم عرضه من تعريفات خاصة بصعوبات التعلم، قد لاحظنا أن مصطلح صعوبات التعلم لا زال يمثل عبئًا على المتخصصين فيه من أجل التوصل إلى تعريفات أكثر شمولية ودقة، وذلك على الرغم من حداثة ذلك المجال النسبية.

          وفي هذا الموضع ينبغي علينا أن نوضح أن وجود مجموعة من مواضع الاتفاق بين التعريفات الأجنبية والعربية التي تم الإشارة إليها والتي اهتمت بتناوُل مفهوم صعوبات التعلم يمكِن إجمالها في التالي:

-أن أكثر التعريفات قد اتفقت على حدوث خلل عصبي وظيفي بسيط يعاني منه ذوو صعوبات التعلم، وهذا الخلل لا يكون خللًا عضويًا إنما خللًا وظيفيًا، وهو السبب الذي يكمن خلف ظهور حالات صعوبات التعلم.

-أنها تَقوم باستبعاد الصعوبات التي تنتج عن عدد من المشكلات مثل التخلف العقلي والإعاقة العقلية والحسية، أو مشكلات التعلم التي تكون بسبب عجز سمعي أو بصري أو حركي، أو اضطرابات انفعالية أو سلوكية، أو حرمان بيئي.

-عدم كفاءة الأداء الأكاديمي لدى الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم.

-عزلة الأشخاص ذوي صعوبات التعلم، وقلة تفاعلهم الاجتماعي، ما أنهم لا يلقون قبولًا مثل الذي يقابله العاديين.

-أنها تضيف التفكير إلى مشكلات أكاديمية أخرى مثل الكتابة والقراءة والرياضيات.

-يمتلك الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم مستوى ذكاء متوسط أو أعلى من المتوسط.

-وجود تباعُد بين مستوى تحصيل الطالب الأكاديمي ونسبة ذكائه.

-أن صعوبات التعلم قد تَحدث في أي سنٍ.

-الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم لا يستطيعون الاستفادة من أساليب التعليم التقليدية في الفصول الدراسية.

وبناءً على ما سبق ذكره، واستنادًا إلى النقد والتحليل السابقين للتعريفات المتعلقة بصعوبات التعلم في البيئة الأجنبية والعربية، فإن صعوبات التعلم يمكِن تعريفها بأنها مجموعة من الأشخاص في أي مرحلة عمرية غير متجانسين في طبيعة التفكير أو مظهره، ويكون لديهم تباعد جلي بين أدائهم الفعلي وأدائهم المتوقَّع في بعض المجالات الأكاديمية، وقد تَعود الصعوبة التي يعانون منها إلى اضطرابات في وظائف نصفي المخ الانفعالية والمعرفية، ويتمتعون بمناخ ثقافي تعليمي اجتماعي معتدل، ولا يعانون من مختلَف الإعاقات الانفعالية أو السمعية أو العقلية أو الجسمية أو البصرية أو  اعتلال صحي أو أي اضطرابات انفعالية حادة، وأخيرًا يمكِن ملاحظة عليهم مجموعة من الخصائص السلوكية المشتركة، مثل قصور الانتباه، النشاط الحركي الزائد، الشعور بالدونية، ولهذا فهم يحتاجون طرق تدريس متنوعة.

الخاتمة:

   قد أشرنا في ذلك المقال إلى مفهوم صعوبات التعلم التي تعَد من بين فئات التربية الخاصة، حيث إن هؤلاء الطلاب يواجهون مشكلة تتطلب رعاية خاصة، وإن اكتشاف تلك الحالة في وقتٍ مبكر ينتج عنه نتائج أفضل في صالح هؤلاء الطلاب، وأنه لا يجب الخلط بين التخلف العقلي وبين صعوبة التعلم.

 

 

 

 

 

 

      

تابعنا على :

تعرف على خدماتنا

نقدم المساعدة الأكاديمية في أي مهمة تصعب عليكم في الرسائل ابتداء من اقتراح مواضيع الرسالة وحتى التدقيق اللغوي.