تواصل معنا علي

+201093747551

أرسل إستفسارك علي

info@sanadkk.com

تابعنا على تويتر

إطلب خدمة
تأثير السلوك الإنساني في الإدارة

تأثير السلوك الإنساني في الإدارة

الكاتب : أ/ حنان حسن
مشاهدات : 3349 مرة
شارك مع أصدقائك :
فهرس المقال

تأثير السلوك الإنساني في الإدارة

لم يكن اكتشاف البعد الإنساني للإدارة أمرًا سهلًا، بل لقد تعاقبت فترات طويلة من الفكر والتطبيق الإداري كان العنصر الإنساني فيها يتم إهماله وتجاهله بدرجات مختلفة، ويمكِن حصر فترات التطور في الفكر الإداري من حيث النظرة للجانب الإنساني في الإدارة كما يلي:

-حركة الإدارة العلمية: قد كان التركيز الأساسي فيها على الجوانب المادية في العمل والإنتاج، وكانت ترى في تقسيم العمل والتخصص أساسًا صالحًا لرفع الإنتاجية، ولم يكن الإنسان في نظرية الإدارة العلمية أكثر من مجرد أداة للعمل أو مصدر للطاقة تستخدمه الإدارة في الوصول إلى الإنتاج المطلوب، ولم تكن نظرية الإدارة العلمية تتوقع عائدًا مهمًا من مساهمة ومشاركة العاملين، لذا فقد حددت دورهم في مجرد تلقي التعليمات وتنفيذها على أساس طريقة الأداء المثلى التي يتم تدريبهم عليها، وكان الحافز الأساسي للعاملين في نظرية الإدارة العلمية هو الحافز النقدي.

-حركة العلاقات الإنسانية: قد نشأت هذه الحركة تحت وطأة الكساد العالمي الكبير وظروف الحربالعالمية الثانية، وخروجها على مبادئ الإدارة العلمية التي سببت كثيرًا من المشكلات العمالية، وأثارت موجات من الاضطرابات الصناعية، وقد كان المنطق الأساسي لحركة العلاقات الإنسانية أن الإنسان هو محور العمل الإداري، وأنه العنصر المهم في تحديد الإنتاجية، وكذلك روَّجت حركة العلاقات الإنسانية مفاهيم الحالة المعنوية، وأثر جماعات العمل والجو الاجتماعي للعمل على معنوية العاملين ومن ثم إنتاجهم، ومن أهم نتائج حركة العلاقات الإنسانية التركيز على ترتيب الرؤساء والمشرفين على أسس المعاملة الإنسانية للعاملين.

-مدخل العملية الإدارية: لم يكن تطور الفكر الإداري حتى أوائل الخمسينات مرضيًا أو فعالًا في التطبيق، فإهمال حركة الإدارة العلمية للجوانب الإنسانية وتركيزها على العناصر الفنية في الإنتاج قد أدى إلى كثير من المشكلات الإنسانية في علاقات الإدارة بالعاملين كان لها آثارها السالبة على الإنتاجية، كذلك فإن مبالغة أنصار حركة العلاقات الإنسانية في تصوير أهمية مفاهيم الحالة المعنوية والجو الاجتماعي للعمل، وضرورة اتخاذ موقف أبوي من جانب الإدارة في علاقاتها مع العاملين قد أدى إلى حالات من التسيب، وضعف القيادة الإدارية كان لها أيضًا آثار سالبة على الكفاءة الإنتاجية.

-مدخل اتخاذ القرارات وعلم الإدارة: قد نما هذا المدخل في الستينات، وتطوَّر وازدهر في السنوات الأخيرة بفضل انتشار الحاسبات الإلكترونية، وظهور أدوات جديدة للمساعدة في اتخاذ القرارات الإدارية وأهمها بحوث العمليات، ويتميز هذا المدخل بتخفيض الجانب الإنساني في الإدارة إلى حدٍ أدنى، واعتباره مجرد عامل من مجموعة متعددة من العوامل المؤثرة في القرار الإداري.

-المدخل السلوكي: في الوقت الذي انتشرت فيه مفاهيم علم الإدارة ومدخل اتخاذ القرارات، كان الاتجاه السلوكي للإدارة منطقًا متميزًا يرى أن العامل الأساسي المحدد لكفاءة الإدارة وقدرتها على تحقيق أهدافها هو الإنسان، أو بمعنى أدق السلوك الإنساني، ويجمع المدخل السلوكي مبادئ ومفاهيم من علوم إنسانية مختلفة تدور كلها حول محاولة فهم وتفسير السلوك الإنساني، والإفادة من هذه التفسيرات في التنبؤ بأشكال السلوك المتوقعة للأفراد في مواقع العمل المختلفة، ومن ثم تستطيع الإدارة اتخاذ القرارات الرشيدة لحل مشكلات العمل وتحقيق أهدافه، وينقسم أنصار المدخل السلوكي إلى مجموعتين بصفة عامة هما مجموعة السلوك الإنساني، ومجموعة السلوك الاجتماعي.

الدليل على أن السلوك الإنساني هو العامل الحاسم في الإدارة:

إن السلوك الإنساني يمثل أهم المحددات الأساسية لكفاءة الإدارة وإنتاجيتها، وإن العوامل الأخرى المساعدة في العمل الإداري تكتسب أهميتها عن طريق العمل الإنساني، حيث أن الإنسان بسلوكه وتصرفاته، بأفكاره واتجاهاته، بدوافعه وخبراته هو المحرك الأول للعمل الإداري.

علاقة السلوك الإنساني بالإدارة:

إن السلوك الإنساني هو محور الارتكاز الرئيسي في توجيه العمل الإداري، حيث أن العمل الإداري يحقق أهدافه من خلال العمل الإنساني، فالمدير -وهو أحد المكونات الأساسية للعنصر الإنساني المشروع- يعتمد على أفراد آخرين في تنفيذ الأعمال؛ ومن ثم فإن الإدارة والقدرة على الإحاطة بها تتطلب ضرورة التعرف على سلوك الأفراد داخل المشروع وخارجه، وتحديد تأثير هذا السلوك على أعمال الإدارة وقدرتها على تحقيق النتائج المرغوبة.

ذلك أن الإنسان ظاهرة متعددة الجوانب تخضع لتأثير عدد كبير من المتغيرات، فالأفراد يختلفون في القدرات والاستعدادات والمهارات، كما أن أنماط السلوك المكتسبة تتباين إلى درجة كبيرة من فردٍ لآخر، ويمكِن أن نعبِّر عن السلوك الإنساني باعتباره محصلة التفاعل بين:

الإنسان: الذي يتصف برغبات وتطلعات، كما يهدف إلى تحقيق أهداف خاصة، ويحتفظ لنفسه بمفاهيم وأفكار وآراء محددة حيال شتى الموضوعات.

الموقف: وهو عبارة عن طبيعة الظروف المحيطة بالفرد في أي وقت من الأوقات، ويعبِّر الموقف عن الفرص المتاحة للفرد والقيود التي يلتزم بها الإنسان.

       وذلك التحليل إنما يعبِّر عن حقيقة المشكلة التي تواجهها الإدارة في تعاملها مع الإنسان على اختلاف مستوياته في التنظيم، فالإدارة تسعى إلى تحقيق أهداف محددة، ومن ثم فهي تعمل على خلق المواقف المناسبة للوصول إلى النتائج المرغوبة، ولكن الذي يحسم الأمر في درجة الفشل أو النجاح في تلك المهام هو كيفية إدراك الأشخاص الذين تتعامل معهم الإدارة تلك المواقف، وهل تتفق الفرص التي تعمل الإدارة على توفيرها لهم مع ميول كل شخص منهم ورغباتهم وقدراتهم،وأيضًا إن أنماط القيود التي تَقوم الإدارة بفرضهاتمثل عنصرًا أساسيًا في تحديد درجة استجابة الأشخاص لما تطلبه الإدارة منهم. 

أسباب الاهتمام بدراسة السلوك الإنساني:

هناك أسباب مختلفة كان لها فضل إثارة الاهتمام بدراسة وتحليل السلوك الإنساني، وقد نبعت هذه الأسباب أساسًا من الطبيعة الخاصة لمنظمات الأعمال من مؤسسات وشركات ووحدات إنتاجية مختلفة، ومن بين هذه الأسباب المهمة:

-أن منظمات الأعمال تلعب دورًا خطيرًا في إدارة الاقتصاد القومي واستثمار ثروات المجتمع، وبالتالي فهي مصدر كل الإنتاج (سلع وخدمات) في المجتمع.

-أن منظمات الأعمال تضم تجمعات هائلة من الناس يعملون كمديرين وعمال، كما ترتبط بها نوعيات من الأفراد والجماعات كمستهلكين وموردين وعملاء، ومن ثم فإن منظمات الأعمال تَقوم من أجل خدمة الإنسان، وهي تحقق أهدافها بجهد الإنسان، وهي محكومة بنظم وقواعد يحددها الإنسان.

-أن المادة، الآلة، رأس المال، وغيرها من أدوات وعناصر الإنتاج لا قيمة لها إلا بالإنسان، فالعمل الإنساني هو مصدر كل القيم، إذًا لا بد من معرفة لماذا وكيف يعمل الإنسان، وكيف نجعله يعمل أكثر حتى يمكِن الحصول على مزيد من القيم.

-أن الإنسان له إرادة مستقلة، والإنسان ينمو ويتغير، والإنسان يدرك ويفهم ويتعلم، ومن ثم يجب دراسة أسباب ودوافع السلوك الإنسانيحتى يمكِن التكهن بهذا السلوك، واتخاذ الإجراءات الضرورية للتأثير عليه بالتغيير أو التدعيم.

 

 

تابعنا على :

تعرف على خدماتنا

نقدم المساعدة الأكاديمية في أي مهمة تصعب عليكم في الرسائل ابتداء من اقتراح مواضيع الرسالة وحتى التدقيق اللغوي.

اقتراح عنوان الدراسة
اقتراح عنوان الدراسة

يُشكِّل اقتراح عنوان الدراسة الخطوة الأولى للباحث في بداية رحلته نحو تحقيق حلمه بإتمام رسالته، ومما لا شك فيه أنَّ الكثير من الباحثين يواجهون مشكلة في صياغة واقتراح عنوان دراسة مميز ومتوافق مع المعايير الأكاديمية لجامعته.

اقرأ المزيد
إعداد خطة البحث
إعداد خطة البحث

من خلال خطة البحث الخاصة بك ستتمكن من إقناع لجنة المناقشة سواء في الكلية أو الجامعة بأهمية البحث الخاص بك، وكذلك إذا أعددت خطة سليمة بدون أي أخطاء لغوية ستحصل علي درجة عالية جدًا في المناقشة، وهدفنا في شركة سندك للإستشارات الأكاديمية والترجمة أن نساعدك في عمل مخطط بحثي بإحترافية وتميز لتكون الأفضل بلا منازع !

اقرأ المزيد